أثناء حملته الإنتخابية، كان البرنامج الإنتخابي لترامب حافلاً بالتهديد والوعيد، وعيناه ترنو صوب الشرق الأوسط، ولا تخلوا مجمل خِطاباته من ذِكر العراق وما حلَّ به، بعد عام 2003 منتقداً سياسة أسلافه، الذين أساءوا التقدير وفشلهم بتنفيذ الخطط الإستراتيجية لمصلحة الولايات المتحدة.
ما يحصل الآن في الشرق الأوسط من تطورات، ينبغي على جميع دول المنطقة مدعومة بروسيا، الصين وحتى بعض دول أوربا وأمريكا الشمالية التعامل معها بجديّة؛ فالرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية جاداً جداً بما يروم فعله، و”الحِجارة التي لا تعجبك تؤذيك” !
أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قبل أيام بأن القمة العالمية حول الشرق الأوسط، المقرر عقدها بالعاصمة البولندية وارسو، في 13و 14 فبراير شباط المقبل، تسعى إلى ولادة تحالف، من شأنه إجبار إيران وحلفائها للتعامل بصورة تنسجم مع رؤى ومتبنيات وتطلعات الولايات المتحدة ومن والاها ! وسيناقش لقاء وارسو، جميع قضايا الشرق الأوسط، وطرق الإستقرار فيه وضمان عدم وجود تأثير إيراني، يعرقل تنفيذ أستراتيجية الدول الطامعة والطامحة بالهيمنة على البترول ويزعزع الإستقرار في عموم المنطقة، حسب رؤية الولايات المتحدة وحلفائها.
رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الدعوة الموجهه له لحضور مؤتمر وارسو، الذي ستنظمه الولايات المتحدة حول الشرق الأوسط، ونعتقد بأنها مناورة من روسيا لإيصال رسالة الى دول المنطقة بأنها تعارض سياسة الولايات المتحدة، ضاهراً؛ وإعتبرت أيران هذا المؤتمر معادياً لها، داعيةً الحكومة البولندية إلى تحمل عواقب إستضافة هكذا مؤتمرات التي من شأنها التحوّل الى مؤامرات تتمحور حول الشرق الأوسط، وإيران تحديداً بمشاركة وإدارة ودعم الولايات المتحدة.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي قال من جانبه، بطريقة تنتقد توجه ومغازلة بعض دول أوربا للولايات المتحدة ” يبدو أن بولندا تحت تأثير الضغوط والوعود الأمريكية قد وضعت في مسار السلوك الأمريكي في البيت الأبيض المعادي لإيران مشددا لا نقبل بقرار بولندا للمشاركة واستضافة هذا المؤتمر، ونعتقد بأن هذه الخطوة في الإتجاه العكسي لمجموعة المواقف الأوروبية في السنوات الماضية حول إيران”.
نحن نرى بأن السيناريو الأمريكي القادم، سيتضمن تغييرات جوهرية فبعض اللاعبين السياسيين الذي كانوا فاعلين، خلال الدورات السابقة سيتم إقتلاعهم من جذورهم؛ والبعض الآخر سيقودون المرحلة مع تطعيم المرحلة بشخصيات مدنية تميل أينما مالت الكفة، وسنرى قادم الأيام “المارينز” يتجولون بكل حرية في شوارع بغداد، لإستفزاز بعض الفصائل التي تعارض تواجدهم لتنفيذ المخطط المرسوم.