23 نوفمبر، 2024 12:15 ص
Search
Close this search box.

ترامب عُمرَةٌ ام حَجٌ قبل أوانه؟ – القمة العربية الامريكية الاسلامية ما ورائها ؟

ترامب عُمرَةٌ ام حَجٌ قبل أوانه؟ – القمة العربية الامريكية الاسلامية ما ورائها ؟

العنوان الغالب على القمة العربية الامريكية الاسلامية هي القضاء على التطرف والارهاب، في عقر الارهاب، اذن لماذا تم اختيار السعودية لتقام على اراضيها، بينما امريكا والعالم بأجمع يعلم جيداً ان السعودية هي الداعم الرئيسي للإرهاب، بالامس القريب وصف ترامب “السعودية بالبقرة الحلوب التي جف حليبها فحان وقت ذبحها”، اذن ما الذي تغير؟ هل بإمكان الدول التي سوف تحضر القمة العربية ان تفرض شروطها, او بمقدورها ان تضع فيتو على قرارات امريكا, ام يتم العمل حسب المصالح المتبادلة؟.

هناك الكثير من الاسباب التي دعت الى عقد مثل تلك القمة، منها ماهو علني وهو مكافحة الارهاب والتطرف في المنطقة، مع محاولة عزل ايران عن المجتمع الدولي والاقليمي، مع الحصول على دعم امريكي اسرائيلي للسعودية، في حربها الظالمة ضد اليمن وآخر خفي، كدعم التوسع الاستيطاني في فلسطين، ونقل السفارة الإسرائيلة الى القدس، وتحجيم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي، مقابل هذا سيعمل (ترامب) على فرض زعامة السعودية على الدول العربية والإقليمية، بعدما ازداد رفض تلك الدول لنظام وسياسة السعودية المتطرفة، بوجود منافسين لها (كإيران وتركيا ومصر) التي تبحث عن داعم قوي لها، لكنها تفتقد للمال الذي يمكن من خلاله كسب دعم تلك الدول، الاحتفال الذي اقيم لإستقبال ترامب عبارة عن كسب وده وإيعاز له بقبول كل مطالبه، ولتجميل صورتها القاتمه امامه، مع رفع الإتهامات الموجهه لها، بخصوص الارهاب ودعمها العلني له، اما ترامب فهو يعي هذا كله، لكنه يبحث عن الاموال السعودية ليملأ رحاله بها.

حضور (ترامب) الى القمة المنعقدة في السعودية، هي محاولة لكسب ود الشارع الامريكي، وبعض الدول الاوربية الرافض له، تزامناً مع تعيين المحقق (مولر) المختص في البحث عن ملفات روسية،”رسائل الكترونية روسية بعثت الى ترامب” متعلقة بدعم حملة في الانتخابات، بالإضافة الى وجود لجنة من الاستخبارات الامريكية للتحققيق بالشأن ذاته، مع هذا فهو يبحث عن الكسب المادي لدعم الاقتصاد الامريكي، عن طريق تأسيس شَرِكات وشَراكات مع السعودية، وهذا واضح من خلال الصفقة بين الدولتين على الاسلحة الاخيرة، لتطوير الدفاعات الجوية السعودية، لتهيئة السعودية للدخول في حرب مع ايران اذا ما تطلب الامر، وهذا هو نوع من التجارة التي يسعى من اجلها (ترامب).

اين محل العراق من هذه القمة؟ التي جعلت العراق ينقسم الى طرفين:
الاول: الطرف السني، الذي يعتبر تلك الفرصه لا يمكن ان تاتي نظيرتها، لأن (ترامب) سيعمل على دعم السنة في المنطقة، لمواجهة ايران وسوريا وحزب الله وحماس والحكومة الشيعية في العراق، مما يقوي كفتهم داخل الحكومة العراقية.
الثاني: هو الطرف الشيعي، وهو من يمثل الحكومة العراقية، الذي حاول عدم الحضور والاسباب عديدة:
1) اي شخص سوف يحظر تلك القمة، سيأخذ نصيبه من الهجوم والتسقيط المنقطع النظير، من قبل الشارع العراقي، من خلال تحريك بعض الاعلام والايادي الخفية بهذا الاتجاه، وسيعتبرونه خائناً، لأنهم يعتبرون تلك القمة من احد اسباب انعقادها هو التآمر على العراق وحكومته الشيعية.
2) اذا ما حضر العراق فسيكون وحيداً بين تلك القوى الاقليمية، لأنه وبكل تأكيد سيرفض الكثير من قراراتها، التي تدعو الى مقاطعة ايران وتحجيم دورها في المنطقة، مما يدفع العراق ان يكون احد المعترضين اذا وجد معه معترض آخر، بالإضافة على اعتراضه على التوسع الاستيطاني لإسرائيل في فلسطين، ونقل السفارة للقدس المحتلة، وتسييد السعودية على المنطقة، فسيكون مرغماً على الموافقة، او يرفض تلك القرارات ليدفع الثمن باهضاً.
ففي كل الاحوال الطرف العراقي الشيعي سيكون الخاسر الاول في تلك القمة، فعدم الذهاب يكون اسلم لحفظ ماء الوجه، ليبقي على الدعم الايراني له، ماذا يسيستفد العراق من هذا المؤتمر، هل ستضغط امريكا على السعودية للكف عن دعم الارهاب، الاهم هو محاولة لتحجيم الدور الأيراني في سوريا والمنطقة برمتها، وهذه ستكون اهم مقررات القمة التي تسعى امريكا لتحقيقها، بما ان امريكا عاجزة في الوقت الحالي فرض اراداتها على ايران، تسعى الى فرض اراداتها على اصدقاء ايران ، عجز السعودية عن مواجهة ايران عسكرياً وفكرياً، جعلها تلجأ الى امريكا للضغط على الدول العربية لقطع علاقاتها بإيران.

أحدث المقالات

أحدث المقالات