23 ديسمبر، 2024 5:24 م

ترامب صفقة الخليج الخاسرة

ترامب صفقة الخليج الخاسرة

بعد فترة من التوتر والقلق قضاها ترامب ، بسبب شبهات تورط فريقه الحكومي بتسريب معلومات إلى الجانب الروسي ، وهي قضية تمس الأمن القومي الأمريكي ومن المؤمل إنها لن تمر مر السحاب ، كما إن المطالبات المستمرة له بكشف المزيد من التفاصيل بصدد ذات الموضوع على خلفية إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي .
لجأ ترامب إلى الإسراع بتحقيق إنجاز في السياسة الخارجية الأمريكية ، علَّه يستطيع أن يمحو فشل فريقه الذريع من الذاكرة السياسية الأمريكية ، وخاصة إذا كان الإنجاز سياسي يعود بمردود إقتصادي كبير على بلاده ، وعسى أن يحصل الرئيس المتذبذب على الألق والأضواء الساحرة التي لاتسمح بمشاهدة مايدور في الظل .
ومن هنا سارع ترامب إلى عقد صفقة مع دول الخليج بمبالغ مهولة ، وأرباح خيالية ستعود على الشركات الأمريكية بالخير الوفير ، كي يضمن تأييد الساسة التجار من الأميركيين والذين سينتفعون من هكذا صفقات.
في المقابل ترامب لم يتعهد بإبعاد شبح الخطر الإيراني المزعوم عن دول الخليج ،
والدخول في مواجهة مباشرة مع الإيرانيين ، وإنما اكتفى بحثهم على حماية أنفسهم بأنفسهم وأن أميركا لن تقاتل بالنيابة عنهم ، وهذا بحد ذاته تخلي وتملص عن حماية عروش مشايخ الخليج ، وإن دلّ على شيء فإنما يدل على قلق أميركي متزايد من التطور الإيراني ، ومحاولة زج دول المنطقة في نزاعات مسلحة ، قد تؤدي إلى إضعاف إيران وبالتالي القبول بالشروط الأميركية ، فتكون دول الخليج هي من تقاتل بالنيابة عن أميركا لا العكس .
وإن عدنا بالمشهد السياسي الأمريكي إلى سبعينات القرن الماضي ، وتمعنا بقضية “ووتر غيت ” في زمن الرئيس نيكسون لوجدنا تطابقاً كبيراً في الأحداث من حيث الشكل والمضمون ، نفس التهمة تقريباً ونفس التصرف حيث عمد نيكسون إلى زيارة مصر لغرض تحقيق نصر في سياسة أميركا الخارجية ، وأعطى وعوداً إلى مصر لم يستطع الالتزام بها بسبب إقالته.
وبما إن تهمة ترامب ” تسريب معلومات ” إلى دولة أجنبية أشد من تهمة نيكسون ، مع الأخذ بعين الإعتبار ماقيل في الدعم الروسي لترامب في انتخابات الرئاسة وتزوير الإنتخابات الرئاسية الأميركية السابقة .
بينما تهمة نيكسون كانت ” التنصت ” على إتصالات البيت الأبيض فقد يواجه ترامب والحالة هذه الإقالة من منصبه كرئيس فحينئذ ستكون الأنظمة الخليجية قد فازت بخفي حنين .