ترامب.. النموذج الصاخب!!

ترامب.. النموذج الصاخب!!

مرة أخرى يثبت ترامب صخب نموذجه الأمريكي ويكشف عن سياسات جديدة في صناعة المستقبل للأجيال الأمريكية المقبلة.
الرجل لا يخف طموحاته ولا قباحة اسلوبه ولا فجاجة مطالبه. فكل شيء من أجل أمريكا اولا.
هكذا تتوالد الليبرالية المتجددة.. بشخوص مثله طالما انتظرهم مفكروا الغرب الأمريكي وعواجيز القارة الاوربية.. يفكرون اليوم كيف يمكن الخروج من عنق زجاجة المستقبل الترامبي.. ان صح التعبير.!!
الأهم.. ظهور النزعة الأمريكية الجديدة في شرق أوسط يخالف المخطط الذي رسمته منظمة الايباك الصهيونية.. لن تكون إسرائيل وحدها منفردة بقيادة اقتصاد يعتمد الطاقة وخطوط امداداتها ريعا لصالح خروج إسرائيل من تحت معطف المساعدات الأمريكية.
اليوم تؤسس زيارة ترامب الجديدة بعد أن َمهدت زيارته في ولايته الأولى حقيقة جديدة.. السعودية مرتكز الولايات المتحدة الأمريكية في سياسات الشرق الأوسط.. مثال ذلك عندما أعلن ترامب قرار تخفيف العقوبات على سوريا. نقلت الكاميرا بحركة ذكية تظهر الأمير محمد بن سلمان يضع كلتا يديه على صدره في إشارة امتنان لموافقة ترامب على المطلب السعودي.
هكذا ينطلق قطار الشرق الأوسط الجديد.. معروف القيادة.. على السكة التي تقرأ المستقبل في ثورة الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة وما يمكن أن يكون من اتفاقات المناخ المقبلة.. فقط لتدوير أرباح البترودولار.. في السوق الامريكية.. مقابل فوائد عصرية تدر على الصناعات العسكرية والمدنية السعودية الكثير من فوائد اقتصاد المعرفة بدلا من ريع النفط الأحادي.
وضمن ذات المنظور فهمت دول الخليج العربي.. حقيقة المناورة المطلوبة للتعامل مع الترامبية الأمريكية.. بوجوده خلال المتبقي من ولايته الثانية.. وربما ظهور تيار جارف في الحزب الجمهوري من بعده ومن يدري ربما يظهر حزب جديد بعنوان (أمريكا اولا) او (الوطني الأمريكي)..
لاسيما مع كل هذا التنظير في مراكز التفكير وبيوت الخبرة الأمريكية عن تلك المكاسب التي حصل عليها المواطن الأمريكي من نتاج تصحيح اتجاهات الاقتصاد وفق سياسات الرئيس ترامب وفريق عمله.
وفق كلما تقدم. تمضي الايام نحو نموذج جديد في الشرق الأوسط يتفق مع رؤية ٢٠٣٠ السعودية.. وتتفق أيضا مع ما يمكن أن يكون فيما بعد إدارة الرئيس ترامب.
اول من فهم كل ذلك.. تاجر السجاد الإيراني العتيق.. في مفاوضاته النووية والركوب في العربة الأخيرة من هذا القطار الشرق اوسطي.. فيما فهم العكس. الكثير من أحزاب الإطار التنسيقي العراقي.. وأغلبهم ينتظر مآلات نتائج المفاوضات النووية… فيما اخفقت غالبية الأحزاب العراقية بنظام المحاصصة وامراء عوائل الأحزاب والاقطاع السياسي.. فهم متغيرات ان يكون مجرد تابع لسياسات دولية واقلبمية وبين ان يكون فاعلا في صناعة مستقبل بلاده سياسيا وسط تلاطم امواج المصالح المتضاربة.. في توصيف العدو والصديق والعمل على تفعيل روابط المصالح لا شوائج العقائد وشتان بين الحالتين.. فقط ذلك السياسي المحنك قادر على خوض غمارها…
السؤال الفصيح.. كيف ستتعامل دول الخليج خاصة ودول الشرق الأوسط عامة مع ما هو مقبل من برامج ومشاريع سياسية واقتصادية وأمنية.. وما تأثيرات كل ذلك على مستقبل باهر ومزدهر لعراق واحد وطن الجميع.. من يدري.. هل ستبقى حمى صخب الشعارات العقائدية غالبة ام سيظهر من يحشد ويناصر مجتمعيا وسياسيا للخروج بأقل الخسائر العقائدية واعلى المكاسب لمصالح العراق الجديد؟؟
سؤال بحاجة الى مناقشات واعية واعدة.. تفهم اللاعيب تاجر السجاد العتيق وكيفية تجاوز التقية في سلوكه مع حلفاء الأمس كما فعل في لبنان.. وفي ذات الخط كيف يمكن توحيد الصف السياسي عراقيا لابراز قدراته على اي طاولة مفاوضات مقبلة.
ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات