23 ديسمبر، 2024 6:45 ص

تراثيات دولية و تداخلاتٌ في مداخلة !

تراثيات دولية و تداخلاتٌ في مداخلة !

A \ في مقرّ او مبنى اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين , وفي يوم الأربعاء الفائت 21 \ 11 , وعند وصولي الى هناك , تقابلتُ مصادفةً مع أحد الزملاء في الهيئة الأدارية للأتحاد ” ويحمل شهادة الماجستير في الأدب الأنكليزي ” , فسألته عن البرنامج او المنهاج الأدبي لفعالية ذلك اليوم < حيث لم يتسنَّ لي محاولة معرفته قبل يومٍ عبر العنكبوتية > , لكنّ الموظف المذكور فاجأني وادهشني بأنّ ” منقبةً نبويّةً ” سيجري عرضها على مسرح الأتحاد , وتلقائياً وعفوياً وفورياً إنبثقتْ او إنشقّتْ منّي او عنّي عبارةٌ تعبيرية في اللغة الأنكليزية : <You must be joking – حتماً إنّك لتمزح > , إذ لا علاقة قريبة او بعيدة للكتّاب والأدباء بهذه الطقوس او ربما التراتيل ! , لكنّ صاحبي أكّد وصول الفرقة او المجموعة وهي موجودة الآن في أحدى مكاتب الأتحاد , فقلتْ : باتَ عليّ الأنسحاب والعودة من حيث أتيت او الى ايّ اتجاهٍ آخرٍ , رغم احترامي للأداء والأعتبارات الدينية للمنقبة النبوية , وَ ردّ صاحبي بأنّ العرض سيكون في آخر الندوة وستسبقه طروحاتٌ تراثية وفكرية وملحقاتها , وطلب مني دخول القاعة وأنه سيجلس الى جانبي للأستماع ولربما للأستمتاع .! , فوافقتُ على نصف مضضٍ .! تقديراً له على الأقل او الأكثر .!

B \ الموضوع والمحاضرة والنقاشات التي طرحوها بعض أساتذة كلية الفنون الجميلة تمحورت حول < الصوفية والتهاليل > الدينية وعلاقتها العضوية في الأداء الصوتي والنغمي , لكنّي لاحظتُ ولفتَ نظري أنّ مجمل الحديث قد جرى ربطه بالعراق وببعضٍ من المحيط العربي – الأسلامي ! , وكأنّ الحدود الدولية تنتهي وتتوقف عند هذه الحدود .! حيث ربطوا ” الى حدٍّ شاسعٍ ” الصوفية بالطريقة القادرية ” نسبةً الى الشيخ عبد القادر الكيلاني ” والذي يقال عنه بأنه من ” كيلان غرب الأيرانية ” وكذلك الى الطريقة الرفاعية في جنوب العراق , وبعضهم تطرّق نسبياً الى الطريقة ” الشاذلية ” في مصر , كما اُشير للعلاقة مع الحركة ” الكسنزانية ” في شمال العراق < او في كردستان كي لا تزعل البيشمركة ومحبّيها ومريديها > .

C \ في مداخلتي المتضادّة قلت : آنساتي , سيداتي , سادتي < بالرغم من الحضور الضئيل والقليل للآنسات والسيدات > : أودّ أن أزيد من الشِعرِ بيتاً وبالأحرى بيتين ولربما أزيد اكثرَ قليلاً ! , فأصل الصوفية ومسقط رأسها وتأريخ ميلادها لا يرتبط بالعراق ولا بدولٍ عربية من زاويةٍ اسلامية , فالمفردة عالمية وتسمى في اليونانية القديمة ” سوفيا او صوفيا بمعنى الحكمة ” , كما أنها في الأنكليزية SOPHISM وهذا يعني انهم لم يترجموها من العربية الى لغتهم بمفردةٍ مقابلةٍ اخرى , فهي ذات الكلمة هنا وهناك , كما أنّ النصارى الأرثودوكس يسمّون فتيانهم بالصوفيّة ..

وبأختزالٍ مكثّف , وحيث أنّ التصوّف كما متعارفٌ عليه بأنّه هو تجرّد المرء او الفرد عن كلّ ما يحيط الذات الدنيوية والأنجرار نحو الروحانية في التعبّد او العبادة الخالصة , لكنّه وبعيداً عن ذلك ففي عقائد الصوفية الأسلامية فأنهم ووفق اعتقاداتهم فأنّ تعذيب النفس وإذلالها وإ‘ذاقتها بما يؤذيها , فأنه يؤدي الى التقرّب الى الله تعالى ! , ولا ريب أنّ بعض التصوّف يشتمل على بدعٍ وبعضه على انحراف وما الى ذلك .! ودون استخدامنا للتعميم على كلّ الفِرق والشُعب الصوفية .

أمّا ما أثاروه بعض متحدّثي الندوة حول الجذر والعمق التأريخي الأسلامي للتهاليل والإبتهالات الجمعية – النغمية وما تتضمنه من إنشاد وتراتيلٍ دينية , فأوضحت في مداخلتي ” للجماعة ” بأنّ ما طرحوه في هذا الشأن لا يقتصر على الديانة الأسلامية , بل ويسبقها ايضاً , فأصطلاح او مفردة < هلّلويا > هي عبرية ومسيحية ايضاً ومعناها التسبيح والحمد لله تعالى , وطالما يجري ترديدها بطقوسٍ مموسقة او ترانيم في الكنائس والمعابد , ومنذ قديم الزمان كانت مستخدمة في بداية او نهاية مزامير التوراة ويجري ترنيمها في الأعياد والمناسبات الدينية .

ثُمّ , كان عليّ اختزال الكلام والمهام قبل اطلالة فريق او فرقة المنقبة النبوية واعضائها الكرام , حيث إذ لدينا مقولة ” الوقت من ذهب ” فالأنكليز يسمونها ” الوقت من مال ” , رغم أنه في عراق الواقع او في واقع العراق الجديد فالوقت هو ما ينبغي تضييعه قسراً ولربما إعدامه عبر وسائل الإعدام المبتكرة للأحزاب .!