22 ديسمبر، 2024 5:55 م

ترابط مفضوح بين أمرين

ترابط مفضوح بين أمرين

لئن زعم القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى رأسهم مرشد النظام خامنئي على حرصهم على أمن وإستقرار العراق وعدم تدخلهم في شٶونه، لکن ماجرى ويجري على أرض الواقع يکذبهم ويفضح خداعهم الذي لا لبس عليه بهذا الصدد. ومع إن النظام الايراني وعملائه في العراق من الاحزاب والميليشيات العاملة بأمرته، حاولوا خلال الاعوام الاخيرة توظيف مسألتين من أجل قيامهم بنشاطات وتحرکات مشبوهة، وهاتان المسألتان هما، دور ونشاطات تنظيم داعش الارهابي وکذلك تواجد قوات التحالف الدولي وخصوصا الامريکية منها في العراق، لکن لم يخفى على أحد بأن هاتان المسألتان مجرد ستار وغطاء لتنفيذ مخططات وأجندة مشبوهة للنظام الايراني في العراق والمنطقة.
لو عدنا الى الفترات التي يختل فيها وضع النظام الايراني إقليميا أو دوليا أو يحدث ثمة مواجهة أو صراع بينه وبين الغرب ولاسيما الولايات المتحدة الامريکية، فإن نغمة إخراج القوات الاجنبية من العراق ولاسيما الامريکية منها تتصاعد وتبدأ نشاطات وعمليات إرهابية من تفجيرات وإغتيالات وتهديدات بهجمات صاروخية وغيرها، وإن الهجمات الاخيرة التي قامت بها هذه الميليشيات العميلة على مطار أربيل وعلى قاعدة الاسد، لاتخرج عن هذا النطاق، إذ أنه حاليا وفي خضم التأزم الجاري بخصوص البرنامج النووي للنظام الايراني والذي تتزايد الشبهات بشأنه فإن النظام الايراني يقوم بإستغلال هذه الميليشيات العمليلة وتوظيفها کأداة ضغط وإبتزاز ضد الامريکيين من أجل تحقيق مآربه والتخلص من العقوبات الامريکية ضده.
دور هذه الاحزاب والميليشيات العميلة للنظام الايراني ومنذ الايام الاولى لتأسيسها المشٶوم، کان على الدوام مخالفا ومناقضا للمصالح العليا للعراق والشعب العراقي، بل وإن تمادي هذه الاحزاب والميليشيات في عمالتها للنظام الايراني قد وصل الى حد أن يعلن فيه قادة العديد منها من إنهم ينفذوون أوامر النظام الايراني ومرشده الاعلى وإنهم ينتمون إليه قلبا وقالبا بل وحتى تجاوز البعض منهم الخطوط الاخلاقية والوطنية عندما أعلنوا بکل صفاقة بأنه لو وقع الحرب بين العراق والنظام الايراني فإنهم سيقفون الى جانب الاخير!
نفوذ وهيمنة النظام الايراني في العراق شکل ولايزال أکبر تهديد للعراق والشعب العراقي ولاسيما من خلال دور الاحزاب والميليشيات العميلة التابعة له وهذا الدور والنفوذ کان ولايزال ليس مشبوها فقط، بل وإنه خطير بالغ الخطورة على أمن وإستقرار العراق وحتى على مصالحه، وإن ماکانت قد أکدته زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي في عام 2004 من إن”نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر من القنبلة الذرية مائة مرة”، کلام قد تجسد بوضوح ويجب الانتباه له دائما ولاسيما مع أي تحرك أو نشاط مشبوه للميليشيات العميلة!