18 ديسمبر، 2024 6:43 م

تذويب الإحساس بالإثم

تذويب الإحساس بالإثم

ماذا يحصل إذا قدمنا المخطىء فنياً ــ كما يحصل اليوم ــ بصورة جذابة تحول البلطجة إلى شجاعة والعدوان إلى جرأة والوقاحة إلى ثقة بالنفس؟ وكيف يكون تلقي وتفاعل الجمهور مع هذه الأفعال السلبية والصور المشوهة المروجة لها.

وماذا يحدث إذ تماشينا مع الطريقة والمنهج الذي يقدم ويعالج نظرية التهميش الاجتماعي والتي تحاول الدفاع عن الشرائح المختلفة وعن سلوكياتها حتى لو كانت متقاطعة مع الدين والقانون والعرف والأخلاق بذريعة وقوعها تحت ظلم السلطة! مع ان ذلك الظلم حتى ليس محسوماً ولا موثقاً بالشكل الباعث على الاطمئنان!

هذا الفهم المعوج له انعكاساته السلبية على فهم حركة التاريخ الماضي وبناء الجيل الحاضر والتأسيس للمستقبل المنشود، ذلك ان المنظومة الاخلاقية التي تقوم عليها مجتمعاتنا تميزها عن غيرها وتمنحها هويتها الخاصة مما يجعل مقاييسها مختلفة بالتالي عما سواها ممن تأتي متجردة من أي ارتباط بفعل الانحرافات المتراكمة على مر القرون الماضية، مع ادراك اصل الفطرة النقي الذي انبثق منه الإنسان وان أي انحياز خاطىء عن الطريق هو من فعل الماكرين اللاحق لا غير.

فكيف يمكننا ــ بالتالي ــ كتابة تاريخنا ونحن نتعامل مع المنكرات برؤية متعاطفة مع مرتكبها ونعتهم بالتحرر والتنوير، بل ونشنع على السلطة كونها تمارس دورها في ملاحقتهم وهو جزء أصيل في مهمة تنزيل أحكام الشريعة الإسلامية السمحاء على أرض الواقع وإيجاد المجتمع الراشد.

وكيف يمكن لمجتمعنا أن ينشأ سليماً متعافياً من الأمراض قوياً سليماً قادراً على النهوض بواجباته ونحن نمعن في زرع الضعف في جنباته عبر تزيين المنكر وتقديم الإثم بصورة جذابة على حساب الصورة الاخلاقية التي تقدم بشكل كالح منفّر لكل من رآه؟!

ولا ننسى أن ننبه هنا إلى ان نتاج ذلك كله صورة سوداوية من التفلت وضياع سلطة القانون إلى غير رجعة وتفكك المجتمع بلا قدرة على الالتئام.

ان كسر حواجز الالتزام والعرف والحياء سبيل لوهن الأمة، فهل من معتبر ومستدرك على ما يحصل ومبادر للعلاج؟!.

نتمنى…