18 ديسمبر، 2024 2:08 م

تدوير المدربين ومزاجية الاندية

تدوير المدربين ومزاجية الاندية

المتداول على نطاق دوريات كرة القدم في العالم ان إقالة واستقالة المدريين تعد من بين أبرز وأسخن حلقات منظومة العمل في مجال «الساحرة المستديرة»، لكن أن يصل الإجمالي إلى عدد كبير لإقالة واستقالة المدربين ، كما يحصل حالياً في الدوري العراقي الممتاز لموسم 2023-2024، فإن ذلك دليل واضح على وجود أزمة أقرب إلى أن توصف بـ«مقصلة» المدربين!
وتعد هذه طريقة لادارات الاندية للهروب عبر بوابة إقالة واستقالة المدربين والتي تعتبر ظاهرة انتشرت بملاعبنا كما في مختلف دول العالم، إن النتائج السلبية والأداء غير المرضي لفريقٍ ما، غالباً، «إن لم يكن دائماً» ما تعلق برقبة المدرب، لتجعل الادارات منه «شماعة» لتبرير عثرات وهفوات وأخطاء موجودة فعلياً في منظومة عملهم ، وللهروب ايضاً من الضغط الجماهيري، ونقد الإعلام الرياضي.
لقد تكرر هذا المسلسل والذي من النادر أن نراه بدوريات دول المنطقة المحيطة بالعراق لتكون ظاهرة خطيرة بدأت تهدد مدربينا .
وهنا لابد ان يضع الاتحاد العراقي للعبة ضوابط تحمي مدربينا وكل من يتضرر جراء ذلك .
لكننا نقول إن العراق احتاز بهذه الصفة السلبية الكثير من بلدان المنطقة ، وهذه الحالة المتكررة تحسب ضد أنديتنا التي تعيش أزمة حقيقية .
الى ذلك نؤكد أن غالبية الإقالات والاستقالات لمدربي فرق دوري نجوم العراق الحالي جاءت كرد فعل من إدارات الأندية تجاه تردي النتائج وتراجع مستوى الأداء العام خلال مباريات ابطولة الدوري المحلي ، وان الظاهرة باتت بحاجة إلى وقفة بغية معالجتها جذرياً في ظل وصول اعداد كبيرة لاقالة واستقالات مدربينا.
اما في موضوع تدوير المدربين فندعو الجهات الرقابية بالتنسيق مع الاتحاد العراقي ولجنة المسابقات بضرورة أن يكون لها رأي صريح، وموقف عملي إزاء سياسة إدارات تلك الأندية في إهدار المال العام نتيجة التسرع سواء عند التعاقد مع مدرب تثبت الأيام أنه ليس الخيار الأفضل لقيادة الفريق، أو عند الإقالة والاستقالة بعد سوء النتائج، ولابد على اتحاد كرة القدم العراقي وضع لوائح عامة تضمن اجراء التعاقدات مع المدربين، وتمنع عمليات تدوير المدربين بين الأندية في مشهد لا يفضي إلى تطور كرة القدم العراقية.