الأحداث الكبيرة والوقائع الجسيمة التي عصفت بالعراق بعد سنة 2003 ، عَمِلتْ على حدوث تصّدعْ في بُنية المجتمع العراقي وزادت من تفاقم أمراض الطائفية والعرقية والمناطقية التي يعاني منها العراق الجديد ، فمن أحداث تفجير ضريح الامامين في سامراء التي أشعلت حرباً عدائية طائفية بين السنة والشيعة ، الى سقوط الموصل ومذبحة سبايكر ومعارك الفلوجة والرمادي وصلاح الدين وتفجير جامع نبي الله يونس وصولا الى تدمير منارة الحدباء وجامع النوري في أيمن الموصل ، جميع هذه الاحداث الكبيرة باعدت بين العراقيين وجعلتم يتنازعون وجاها أو عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي حيث التشكيك والاتهامات المتبادلة ولصق التهم وتشويه الحقائق ، ناهيك السباب والشتم الذي يصل الى مس الأعراض.
هذه الخصومات والنزاعات سوف تبني جبلاً جديدا من التراكمات التي سيصعب إزالتها مستقبلاً ، وكأنها كرة ثلج تتدحرج ليزداد حجمها ، من ثم سينتج عنه صعوبة في التئام شرائح المجتمع العراقي ولم شملها مرة أخرى وسط طرق مستمر على الحديد بغرض أن يلين – كما يقوم المثل – من قبل دول كبرى وأخرى اقليمية من أجل زيادة الفرقة بين أبناء الشعب العراقي وزيادة الفجوة بينهم ، والهدف الرئيس هو التقسيم الى اقاليم وبعدها الى مدن صغيرة وضعيفة ، وهو ما نشهده حاليا بتوجهات الكورد نحو الاستفتاء على الانفصال ، وهو هدف القوى الكبرى التي تقودها امريكا والصهيونية العالمية وفقا لمخططات قديمة العهد آنية التنفيذ مستقبلية النتائج.
أغلبية الشعب العراقي لا يفهم ما يدور حوله وغارق في مستنقع الصراعات الطائفية والعرقية والمذهبية والحزبية التي تفتته تفتيتا وتجزءه وتقسمه دون أن يدري ويعي ما يحدث من حوله من جهة ، وضعف الأمن وغياب الخدمات وتفشي البطالة من جهة اخرى ، ولكنه سيُصْدم بنتيجة انهيارات جديدة لا تقل تداعياتها عن سقوط عدة محافظات وأقضية ونواحي سنة 2014 ، ووقتها (لات حين مندم) ،
هذه التداعيات المتوقعة ستأتي بعد الانتهاء من تحرير الموصل مباشرة وبعد التصويت على انفصال الاقليم لتبدأ صراعات ونزاعات جديدة .
فهل ينتبه العراقيون الى ما يخطط له قوى الشر في العالم ، وما يفعله بهم السياسيون تنفيذا لتلك المخططات ، هل من متعظ ؟