23 ديسمبر، 2024 2:37 م

تدمير الوحدة العربية & تدمير الوحدة الإسلامية !

تدمير الوحدة العربية & تدمير الوحدة الإسلامية !

بعد أن أيقن العرب فشل مشروع الوحدة العربية اتجهوا إلى مشروع الوحدة الإسلامية ، فلعلهم رأوا أن مشروع الوحدة العربية مشروع أصغر حجماً من مشروع الوحدة الإسلامية .
 ومن هنا ؛ نود أن نتناول بعض الأسباب التي لعلها كانت وراء انهيار المشروع الوحدوي القومي في الأمّة العربية :
1. طغيان المصلحة الحكومية على المصلحة الوطنية والقومية .
2. دعم المؤسسات الصهيونية والإمبريالية لكل ما يؤدي إلى إفشال المشروع الوحدوي العربي .
3. عدم مصداقية الأطروحات القومية .
4. غباء أو عمالة حكام عرب !!!
وأوّل من دشّن مشروع تدمير الوحدة العربية هو الرئيس التونسي بورقيبة عندما أعلن مشروع الأمّة التونسية ، ثم تلاه الرئيس المصري أنور السادات عندما وقع معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل ،  ثم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين عندما أعلن الميثاق العربي وغزا الكويت ، ثم أعقبه الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي عندما اتجه إلى الوحدة الأفريقية وأعلن انسحابه من جامعة الدول العربية .
والملفت للنظر ؛ أنَّ أولئك الحكام ، إما ماتوا بسلاح الجماهير أو ماتوا والجماهير يزغردون لموتهم ،وإنْ تخلف بورقيبة عن هذا الركب ، إلا أنه منهم ، لأنَّ وزير حكومته الأول وخلفه الوارث آن المشيب كان الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي .
عندما استعرض صدام حسين جيش القدس المليوني في ساحة الاحتفالات الكبرى ببغداد ، قال ياسر عبد ربه : إنَّ إسرائيل تتمنى أن تكافئ هكذا استعراضات للحكام العرب . وهو يعني ؛ أنَّ هكذا ممارسات بائسة .. زائفة ، لا تنفع العرب ، بل تنفع إسرائيل ، لأنَّ ثلاثة ملايين يهودي في العالم تجيّش ضدهم دولة عربية واحدة سبعة ملايين مستعرض ، فكيف لو جيش العرب كل جيوشهم ضد هؤلاء اليهود الإسرائيليين في فلسطين ؟!!! حتماً ؛ هذا يعني تعاطف الرأي العام العالمي مع إسرائيل ، ومن ثم تدمير المشاريع القومية ، ووقف الجهد التعبوي واللوجستي  المواجه لإسرائيل ، وفعلاً ؛ حدث ماحدث .. مباشرة بعد قصف صحراء النقب بالصواريخ العراقية ، جيّـشت دول العالم جيوشها ـ المنظورة وغير المنظورة ـ فأسقطت صدام حسين .. أسقطت زين العابدين .. أسقطت القذافي .. أسقطت علي عبدالله صالح .. أسقطت حسني مبارك .. جعلت العالم العربي يمور في أوار لا يهدأ ، وأراحت إسرائيل !
المشكلة ؛  إنَّ العرب ـ نحنُ ـ لانستفيد من تجاربنا ! ..
فبعد أن رأينا فشل المشروع الوحدوي القومي ، يأتي اليوم دور فشل المشروع الوحدوي الإسلامي ، ربّما للأسباب التالية :
1. التخندق الطائفي .
2. عدم تطبيق البرامج التأسيسية للأحزاب الإسلامية .
3. أنصاف أو أثلاث أو أرباع أو أعشار الحكومات الإسلامية .
4. المشروع الصهيوني الخطير .
5. المشروع الأوربي الكبير .
6. ضآلة التكافل الاقتصادي الإسلامي .

فالمشاريع الكبرى ليست آمالاً صغيرة ، ولا أحلام وردية تتراءى وتتلألأ بين نجوم سماء التأملات ، بل؛ هي ثورة تضامنية كبرى ، لن تهدأ حتى تستنفد أغراضها .
الجبهة الإسلامية في الجزائر وحزب النهضة التونسي والأخوان المسلمون ، عندما أتيحت لهم فرصة الوصول إلى كراسي الحكم ، لم يُثلجوا صدر نبيهم (ص) و القرآن ، بل ؛ سلكوا الدرب الذي تسلكه الأحزاب الدنيوية حسب !

هنا في العراق ؛ لم تتوحد الأحزاب الإسلامية .. رغم إيمانها بالهدف المشترك . ولم يقتصر هذا التنافر بين الأحزاب الإسلامية فقط ، بل ؛ تعداها للتتنافر الأحزاب السنية السنية ، وتتنافر الأحزاب الشيعية الشيعية مع بعضها البعض ، بسبب تغليب المصالح الحزبية على المصالح الإسلامية المشتركة .
نذير فشل المشروع الوحدوي الإسلامي في الوطن العربي الكبير والعالم الإسلامي الأكبر قد أزف ، وسيأزف موعد هذا النذير هنا في عراق اليوم ، نتيجة لعدم استيعاب المسؤولية الرسالية المشتركة ، وعدم التكافل ، وعدم التصدي ، وعدم تطبيق الإسلام .