23 ديسمبر، 2024 9:26 ص

تدمير العراق لإنجاح مشروعهم

تدمير العراق لإنجاح مشروعهم

إطلالة علي لاريجاني، رئيس البرلمان الايراني على دول محددة و مارافقتها من تصريحات و أمور، ترسم في الافق سعيا واضحا من جانب الجناح المتشدد في طهران و الذي يحاول أن يبقي زمام الامور بيد طهران و الحيلولة دون فقدانه خصوصا وان هناك مساع على مختلف الاصعدة تصب بهذا الاتجاه، وان الاحداث و التطورات و المستجدات الاخيرة و على الرغم من الغلبة الظاهرية لنفوذ طهران في العديد من دول المنطقة، لکن هناك تخوف من تزايد مظاهر الرفض لهذا النفوذ ولاسيما على الصعيد الشعبي، ولذلك فإن طهران کما يظهر تريد أن تسبق العاصفة.

المتغنون و المتزلفون للنفوذ الايراني في العراق و المنطقة و مايؤکدونه من إستحالة إنهاء هذا النفوذ، لايعرفون الاوضاع بالغة السوء في داخل إيران على أکثر من صعيد، ذلك ان ماقد ورد عن رفع أسعار الخبز(المادة الاساسية على السفرة الايرانية) بنسبة 30 ـ 40%، و إرتفاع نسبة التضخم و البطالة، الى جانب ماورد عن وجود أکثر من مليوني مدمن على المواد المخدرة(إستنادا لأرقام رسمية في تؤکد مصادر محايدة أخرى بأن الارقام مضاعفة تماما)، الى جانب أن أکثر من 15 ألف مواطن إيراني ينامون في الکارتونات في طهران لوحدها، وتفشي الفقر و إرتفاع نسبة الايرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر الى أکثر من 70%، کل هذا مضافا إليه الهبوط الکبير في أسعار البترول، أدى الى مايمکن بوصفه حالة توجس و قلق استثنائية في الاوساط السياسية الحاکمة في طهران من إحتمال عدم تمکنهم بالامساك بزمام الامور بالصورة السابقة خلال الايام القادمة.

السياسة الايرانية التي سارت و تسير على أساس إستبداد و قمع في الداخل و تصدير أزمات و مشاکل لدول المنطقة، يمکن التصور بأنها وبسبب الاوضاع الداخلية المزرية و الوخيمة من جانب و بسبب التطورات الاقليمية و الدولية من جانب آخر و التي تسير بإتجاه مناقض و متضاد مع التوجهات الايرانية، تواجه مفترقا صعبا و بالغ التعقيد، وان هناك محاولات لتفادي أية مضاعفات قد تنجم عن التداعيات الجديدة وکما يبدو فإن العراق يعتبر الحلقة الاضعف في دائرة الدول الخاضعة لنفوذ طهران، وان النفوذ الايراني يهيمن على مختلف مفاصل الدولة و في سائر أنحاء العراق، ولهذا فإن مواجهة أية أخطار او تهديدات ضد المشروع الايراني في المنطقة، سوف ينطلق من العراق و من الواضح ان أية مواجهة من هذا النوع ستکون مدمرة و کارثية العواقب، والانکى من ذلك أن الخروج الاحتمالي”العويص”من المحنة الحالية مع تنظيم داعش الارهابي و الذي تعتبر السياسة الايرانية اساسا سببا رئيسيا و مباشرا لحدوثه، سوف يعقبه الدخول

في محنة أخرى وکل ذلك من أجل ضمان إستمرار المشروع الايراني ولو على حساب المنطقة عموما و العراق خصوصا.

*[email protected]