18 ديسمبر، 2024 11:39 م

تدخل قومي، بل تبرير لإستمرار النظام

تدخل قومي، بل تبرير لإستمرار النظام

الدفاع عن الاسلام و محاربة الارهاب و المتطرفين و حماية أمن بلدان المنطقة و إستقرارها، کانت دائما في طليعة التبريرات التي يقوم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و حلفائه في المنطقة بتسويقها بشأن تدخلاتها في دول المنطقة ولاسيما في العراق و سوريا، وکما هو واضح فإن دول المنطقة عموما و الشعب العراقي و السوري وقواهما الوطنية خصوصا، کانوا يشککون دوما بهذه التبريرات ولايثقون بها، خصوصا وإن الوسائل و الاساليب التي کانت طهران تستخدمها من أجل إدامة تدخلاتها لم تتناسب أبدا مع تلك التبريرات.

مايجب أن نلاحظه جيدا و نأخذه بنظر الاعتبار دائما، هو إن التبريرات و التوضيحات التي يطلقها القادة و المسٶولون الإيرانيون، تتباين من حيث الطرف الذي يلتقى هذه التبريرات و التوضيحات، ذلك إن مايتم طرحه للعالم و المنطقة خصوصا غير الذي يتم طرحه داخليا، وهذا الامر يمکن ملاحظته في العديد من الامور و القضايا المختلفة، وإن قضية التدخلات الايرانية في سوريا و العراق واحدة من هذه القضايا التي يمکن سحب هذه الملاحظة عليها.

علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، هاجم منتقدي تدخل طهران في العراق وسوريا، قائلا إن “تدخلنا في سوريا يأتي بدافع قومي، وهذا ينطبق على العراق أيضا، حيث لو أن أميركا سيطرت على العراق لأنشئت قواعد بالقرب من حدودنا”! و واضح إن ولايتي هنا يتکلم بصراحة کاملة و يضع النقاط على الاحرف بدقة متناهية و يوضح سبب التدخل الذي لايتعلق لا بمصلحة الاسلام ولا بمحاربة الارهاب و التطرف ولا بأمن و إستقرار المنطقة وانما هو لدافع و سبب قومي فقط أو بکلمة و تعبير أدق من أجل حفظ النظام القائم و عدم سقوطه أو إسقاطه.

هذا الکلام ذکره مستشار المرشد الاعلى خلال كلمه له السبت في اجتماع لقادة القوة البحرية الإيرانية، والذي عقد من أجل بحث تطورات المنطقة، وکما يبدو واضحا و جليا، فإن التدخلات الايرانية في العراق و سوريا و التي إتخذت سياقات بالغة الخطورة وصلت الى حد تهديد أمن و سلامة التراب و الوحدة الوطنية لهذين البلدين، لم يعد سرا بإن الاصرار الايراني على الاستمرار فيها في الوقت الذي تفتح بابا لمشکلات تهدد السلام و الامن و الاستقلال في المنطقة برمتها، لکن ولإن القضية تتعلق بحفظ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن القادة و المسٶولين الايرانيين لايکترثون لما يجري لدول المنطقة و شعوبها ذلك إن مصلحة النظام فوق الجميع.

هذا التعامل المشبوه و المنطلق من نظرة و إعتبارات ضيقة، لايمکن تفسيره إلا من خلال مادأبت المقاومة الايرانية من إطلاقها من صفات و تعابير على هذا النظام، وکثيرا ماتٶکد على إنه نظام فاشي و معادي للإنسانية لإنه لايکترث بمصلحة الشعب الايراني و لا بمصالح شعوب المنطقة من أجل تحقيق غاياته و أهدافه، والحق إن هذا النظام کذلك فعلا وهو بحق سرطان يهدد الشعب الايراني و شعوب المنطقة کلها ولاعلاج له إلا بالاستئصال.
[email protected]