19 ديسمبر، 2024 12:40 ص

تدخلات سافرة وصلفة

تدخلات سافرة وصلفة

شر البلية مايضحك! هذا مايمکن أن ينطبق على مايقوم به النظام الايراني حيال العراق من تصرفات وإجراءات تجسد دوره المشبوه والخبيث، فهذا النظام وبعد أن کان طرفا أساسيا في مسرحية إدخال تنظيم داعش الارهابي الى العراق من أجل فرض عميله نوري المالکي لولاية ثالثة ولتقوية وترسيخ نفوذه خصوصا بعد أن صار واضحا بأن هذا النظام کان المستفيد الاکبر من إدخال داعش للعراق، يرفع صوته هذه الايام مطالبا بأن يدفع الشعب العراقي ثمن ذلك بأن يضع علاقاته الاقتصادية”کما حال السياسية والعسکرية والامنية” بيده!
عندما يصرح رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية في إيران، حشمت الله فلاحت بیشه، يوم السبت الماضي، بأن” منافسي طهران في المجال الاقتصادي يستحوذون على السوق العراقية، بعدما دعموا الإرهاب في البلاد”وهو يشير الى الاردن والسعودية تحديدا ويضيف قائلا:” الجمهورية الإسلامية عملت جيدا في الجانب الميداني داخل العراق” ويستطرد قائلا:” نرى اليوم منافسين في المجال الاقتصادي يستحوذون على السوق العراقية مثل الاردن والسعودية” ويضيف وهو يبرئ نظامه الذي هو بٶرة التطرف والارهاب من کل مالحق بالعراق من جرائم ونشاطات إرهابية عندما يشير الى أن”المنافسين كانوا من قبل يدعمون الجماعات الإرهابية في العراق”، وفي ختام تصريحاته الصلفة هذه يقترح وکأنه وصي على الشعب العراقي قائلا:” إنشاء ممر من قبل إيران وسوريا والعراق یريط طهران بالبحر الأبيض المتوسط، يشمل خطا لسكك الحديد وخطا للترانزيت وخطا سياحيا – دينيا” مشيرا الى ضرورة:” تعريف الخط في إطار الوثيقة الاستراتيجية مع سوريا، وابرام وثيقة مماثلة مع العراق، حتى يتسنى للدول الثلاثة التعاون فيما بينهم في هذا الإطار”، وکل هذا يدل وبمنتهى الوضوح کيف إن هذا النظام يتصرف وکأن العراق مجرد تابع له وهم من يحددون له مصالحه!
النظام الايراني الذي يواجه اليوم أوضاعا سيئة على مختلف الاصعدة ولاسيما على الصعيد الاقتصادي حيث إنعکس ذلك حتى عملائه فبعد أن مرت شهور ومرتزقته في المجال الاعلامي لم يتلقوا رواتبهم فإن حزب الله اللبناني وبسبب من ذلك أيضا بادر الى تقليص رواتب أعضائه الى النصف، ويبدو إنه يريد أن يغطي على أوضاعه الاقتصادية السيئة هذه بأن يستغل الاوضاع الاقتصادية في العراق لصالحه، خصوصا وإن أحد أسباب الاحتجاجات التي يقوم بها الشعب الايراني حاليا تعود للجناب الاقتصادي والذي من المنتظر أن يسوء ويسوء أکثر، علما بأن مستقبل النظام ککل لايبشر بخير أبدا بعد أن صارت للمعارضة الايرانية النشيطة والمتواجدة في الساحة والمتمثلة بالمقاومة الايرانية دورا رياديا يکاد أن يتجه الى إغلاق الابواب على النظام من کل جانب، والسٶال هو: الى متى السکوت عن هذا النظام ومايقوم به ازاء العراق؟!