18 ديسمبر، 2024 9:07 م

تخــاريف الدمــية رغــد صــدام حســـين

تخــاريف الدمــية رغــد صــدام حســـين

أًثيرَت الكثير من التساؤلات حول دوافع ظهور و تسليط الضوء بصورة مفاجئة على السيدة رغد اِبنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، من خلال سلسلة اللقاءات الأعلامية الحصرية والتي أجرتها قناة العربية الفضائية والتي يتم تمويلها من قبل المملكة العربية السعودية. والجدير بالذكر بأن المواقف السياسية، الأعلامية والجهادية السعودية كانت بالدوام ضد النظام الصدامي خاصة بعد غزوه لدولة الكويت في عام 1990، واليوم أنقلب الموقف بصورة غير مسبوقة ويحاول بدوره أي النظام السعودي في تبييض وجه الدكتاتور المقبور من خلال اِبنتة والتي يمكن تسميتها بالدمية آنابيل صدام حسين ( لما عُمِلَ لها من عمليات الميك اب والمكياج الدخاني مع الزهري التي غير صورتها الحقيقية)، حيث تشير الوقائع بان السيدة رغد لم تكن يوماً بتلك الشخصية القادرة على الدخول والمشاركة في اللعبة السياسية على المستوى المحلي أو الوطني، وماهي اِلا احدى الفقاعات الهشة فكرياً والمختبئة خلف عباءة والدها الفضفاضة، والتي تم تداولها و أستغلالها من قبل الأنظمة الخليجية والغرض منها اِحداث جلجلة طائفية ذات صوت مدوي وفارغ، كالصوت الناتج من طرق الأواني الفارغة.
لست هنا بصدد التعليق على التخاريف الواردة من لقاء الدمية رغد مع القناة العربية، لأنها غير جديرة بالذكر سوى اِنها أرادت خلال مقابلتها في تصحيح الصورة البشعة التي طغت على نظام حكم والدها، ومن ثم يمكن أعتبارها مشروع سمساري قبضت أجره ، لكي تنجح خلالها المناكفة الأعلامية مابين الأطراف الأقليمية المتصارعة و نقصد به المناكفة مابين الهلال السني والشيعي في المنطقة. كذلك لا نود الدخول في تفاصيل فترة الحكم للنظام الصدامي وما جالت اليه الأوضاع السيئة الصيت حينها، من خلال تحويل البلد الى جمهورية الخوف و ماكنة للحروب، استهلكت خلالها ملايين الأرواح البريئة ودمرت الأقتصاد والبنية التحتية للبلاد، وغيرها من الأنتكاسات والويلات التي مرت على العراقيين والغرض من اعماله هذه هو اِشباع رغباته وحل عقده النفسية ( هناك العديد من الناس ومنهم المسؤولين لحد الآن يهابون الخوض في الكتابة والتكلم ضد النظام السابق).
ونحن هنا بدورنا لسنا في صدد التشفي بالنظام السابق على حساب النظام الحالي والذي جاء مع الأحتلال خلال عام 2003، طبيعة النظامين السابق والحالي وجهان لعملة واحدة، فالأحزاب السياسية التي سيطرت على العملية السياسية بعد سقوط النظام الأستبدادي الصدامي، فشلت الفشل الذريع في بناء مؤسسات الدولة على النحو السليم والتي تم تدميرها كاملاً من قبل الأحتلال الأميركي بعد 2003، واِنما سعت جاهدة للدخول في صراع الأستحواذ على السلطة والسيطرة على جميع المفاصل الحيوية في العراق لخدمة أغراضها الشخصية والحزبية، ولهذا وصل البلد الى مراحل سـيئة يندى له الجبين ، من خلال اِخفاقها التام في عملية أِدارة البلد في جميع المجالات، ونتيجة لهذه النتائج الوخيمة ، نشاهد اليوم ردود فعل عديدة من جمع من أبناء الشعب العراقي تطلب فيه المغفرة والرحمة على روح الدكتاتور المقبور.
وكما يقال فأن الغاية في نفس يعقوب، فأن الهدف من أستخدام السعودية لهذا الطعم المتمثل بالدمية آنابيل ، جنباً الى جنب مع تزايد نشاط الدواعش وعودة العمليات الأرهابية في العراق، ماهي اِلا رسائل تبثها السعودية وحلفائها ضمن الهلال السني لمناهضة الهيمنة والنفوذ الأيراني في المنطقة، وخاصة في هذه المرحلة المتميزة بوصول الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن الى دفة الحكم ، وكما هو ملاحظ بأن الأحداث تشير الى التغيير الحاصل في السياسة الخارجية الأميركية تجاه دول المنطقة وخاصة مع أيران، حيث يتم الحديث اليوم عن عملية التفاوض والجلوس مع النظام الأيراني لأِمكانية العودة للأتفاق النووي ومن ثم حلحلة الأمور فيما بينهم .
ومن هنا تبين الوقائع بأن رغد صدام قبضت رسوم سمسرتها خلال لقائها الأعلامي أعلاه، لأِثارة اللعب على الحبل الطائفي في المنطقة والذي من خلاله سوف يدر الفائدة على جميع الأطراف السياسية المناكفة من الطرفين السني والشيعي. وتشير الأحداث والوقائع بأن الأحزاب السياسية والمسيطرة على دفة السلطة في العراق، تراجعت شعبيتها الى مستويات دنيئة وخاصة بعد ثورة تشرين الوطنية عام 2019 ، وذلك لفشلها الذريع في قيادة الدولة والأزمات العديدة التي تعسف بالعراق اليوم .
ومن هنا نلاحظ بأن الأحزاب السياسية العراقية ونخص منها الثيوقراطية تقوم بدورها في أستغلال النزاع الطائفي الدائر في المنطقة، وتقوم بتوظيف جميع الوسائل المتاحة ضمن دائرة النزاع هذه لمصالحها الحزبية، حيث تتفنن وببراعة بأستخدام الورقة الصدامية في ترهيب الشعب العراقي وبلأخص الشيعة و الأكراد، من خلال طرق جرس الأنذار و الأيحاء بعودة البعث الصدامي للسلطة، ويستخدمها ايضاُ كدعاية أنتخابية له ، و أخيراً يستخدامها كأداة لتقويض وأختزال ثورة تشرين المباركة، من خلال القمع وتشغيل الماكينة الأعلامية لحزبه لبث الأكاذيب والقاء التهم الجائرة بحق المتظاهرين الشرفاء المتواجدين في ساحات العز والكرامة / .