تمر علينا أيام حبلى بالأخبار البائسة، في الوقت الذي يستمر الشعب محاولاً تخصيب ما يفرحه، في رحم هذا السياسي أو ذاك، مع تفاوت أيقاعات الحدة، والشجن لآلام الطلق السابقة لولادة الأخبار الحزينة، ولدى ولادة أي خبر بائس تجد السياسي فرح، كالعاقر التي تلد بعد يأس! والشعب حزين كالأم التي تضع عليلاً.
الطبقة السياسية الحاكمة في العراق، وصلت الى سن اليأس! ولم يعد بأمكان مبيضها أفراز هرمونات الأخبار السارة.
“حكم العوانس” هو الثيمة الأساسية التي طغت على النظام الحاكم في العراق، فبعد أن قضوا فترة شبابهم -كما يزعمون- بمقاومة نظام صدام، على مدار خمس وثلاثون سنةً، وصلوا الينا كهولاً متهالكة، وفقاً للهرم العمري أنهم في مرحلة الشيخوخة، فمن المفترض أن تكون الطبقة السياسية، قد جمعت من الخبرات الكثير، وجنت من تجارب الحياة أكثر، فهي الآن تقف على أعتباب فترة من الأنحدار البدني أو الفكري أو كلاهما معاً.
عوانس النظام الحاكم، باتت عاجزة عن تنفيذ مهامها، التي وجدت من أجلها، فالتأخر بأقرار الموازنة العامة لعام 2014، هي بويضة تخصبت في رحم الطبقة السياسية؛ لتحمل خبراً بائس جديداً، والمتفحص الجيد يجد أنها لعبة جديدة من الألاعيب السيد المالكي وشلة الثعالب التي حوله.
البويضة الثانية التي تخصبت في رحم الطبقة السياسية، هي تمديد الفصل التشريعي لمجلس النواب، ليقر قانون الأنتخابات، وقانون التقاعد العام، وتقر الموازنة العامة، نعم أقر قانون الأنتخابات، بعد عناء طويل وجهد جهيد، لكن كيف اقر؟ تم اقرار القانون وتفصيله بما يتناسب ومقاس الطبقة السياسية الكهلة المتهالكة، وهي لعبة آخرى من ألاعيب السيد المالكي، فتغيير الوجه في البرلمان العراقي آمر طالما سعى لأجله, فهو أول من دعا لحل البرلمان ليعود بنا الحال لنظام صدام حسين، المتمثل بالقائد الضرورة، والحزب الاوحد.
البويضة الثالثة المتخصبة في رحم الطبقة السياسية، هي تقديم موازنة تحتوي على أرقام خيالية، لمشاريع وهمية، يقودها السيد المالكي، ليضع مجلس النواب في خانق ضيق، وليس أمام البرلمان الا أن يقرها، كون رئيس الوزراء يمتلك ماكنة أعلامية ضخمة تنتظرالصفارة لتبدأ بالتطبيل.
منع تخصيب باقي بويضات الازمة، بإجراء عملية ربط للرحم يحول دون الحمل بالأخبار البائسة نهائياً.