تخزين السلاح لعبة جهنمية غايتها تحويل المكان إلى هدف , أي لكي تدمر أي مكان عليك أن تخزّن الأسلحة فيه وتحاول أن تستثير قوة ما لإستهدافه.
ومن المعروف أن الأرض تحت قدرات الأقمار الإصطناعية الكاشفة لأدق التفاصيل , وعندما تكون تلك البقعة تحت المراقبة المركزة والمتابعة المتواصلة , فأن الكثير من الأجهزة والمعدات ستكون فاعلة ومنشغلة برصد ما يجري فيها.
ومن المعلوم أن أخذ سلاح من أي مصدر يكون مرصودا , ففيه شرائح إليكترونية تشير إلى مكان تواجده وتتابع مسيرته حتى النهاية لأغراض أمنية وبحثية.
فالأسلحة المستوردة مرصودة بوضوح وكذلك المحلية , فالأرض عارية وسلوك العدوان أو التحرك العسكري يتم تسجيله على مدى الساعات.
وكل موقع أو ثكنة أو تجمع مرصود وتحت المراقبة الشديدة , فالأقمار الإصطناعية تتابع التحركات وتفند الإدعاءات.
واليوم في بلد مستباح يتم تخزين الأسلحة في الأماكن المأهولة بالناس , لكي يتم ضربهم والإدعاء بأن الهدف هو مخازن الأسلحة وليس الناس الأبرياء.
مما يعني أن سلوك تخزين الأسلحة في المناطق السكنية , عدوان على أهل المدن وعلى كل مقدس فيها , لأنه يسعى إلى تحويل المدينة أو القرية أو المحلة إلى ميدان دمار وإحتراق هائل يمحق وجودها.
فلماذا الصمت يسود , ولماذا الضحك على الذقون , وإيهام الناس بأن محاربة القوة الكبرى يمكنه أن يتحقق بهذه الأسلحة التي عفى عليها الزمن؟
إن الأسلحة التي يتم تخزينها لا تصلح إلا لإذكاء الحروب الأهلية , فالقوى الكبرى لديها أسلحة خاطفة وفائقة التطور والتعقيد ويمكنها أن تمحق مدنا برمشة عين.
إن تخزين الأسلحة قرب أي معلم ديني أو حضاري يعني إستهدافه والإعداد لتدميره.
وعليه فأن تخزين الأسلحة في الأماكن المأهولة لعبة تدميرية تريد أن تجعل البلاد أرضا محروقة.
وتشير إلى أن حكومة البلاد أسيرة وفاقدة للأهلية , ولا تمتلك دليلا على أنها وطنية وتحرص على مصالح الوطن والمواطنين.
فهل وجدتم دولة تخزن أسلحة في مدن دولة أخرى بحجة مواجهة قوة ما؟
إنه تعبير عن أعلى درجات التبعية والخنوع وفقدان السيادة.
وهل من أمناء لا أجراء؟!!