23 ديسمبر، 2024 7:31 ص

تخادم الحلبوسي وأبو مازن هل يطيح بهما ؟

تخادم الحلبوسي وأبو مازن هل يطيح بهما ؟

لانهما فقدا القدرة على مواجهة حركة التغيير في المشهد السياسي السنّي والمدعوم من بعض القوى الشيعية القوية وعلى راسها السيد هادي العامري وبعض القوى الكردية التي اشترطت الاكثرية للمضي بالتصويت على اقالة رئيس البرلمان السيد محمد الحلبوسي ، فقد رفعا أيادي الابتهال لقوى اقليمية فاعلة في المشهد السياسي العراقي لرمي طوق النجاة والقائهما على شاطىءطيني ربما لايستطيع انقاذهما من أمواج نهرية غير محسوبة !

ففي الطريق الذي كان سالكاً لاقالة الحلبوسي ، التي تبنتها الجبهة العراقيةبرئاسة خميس الخنجر ،انكشف المشهد السياسي عن اتفاقات وضغوطاتخارجية ومساومات كبيرة رأس مالها الدفع الكاش مارستها جهات ودول عربية واقليمية من أجل عودة ابو مازن الى تحالف القوى متسلالا من تعهداته للجبهة العراقية بالمضي قدما في اقالة زعيمه الحلبوسي القادم من برنامج إغاثي عنوانه ” فطوركم علينه ” فكان فطور “ابومازن” على مائدة الحلبوسي الباذخة الممولة من دولة جارة قد تكون الكويت ، لدعم تحالف القوى في انتخابات 2021 التي قد تأتي أو لاتاتي في مشهد سياسي عراقي نموذجي وفريد من نوعه لاثابت فيه غير الفوضى حتى الآن .

وتشير معلومات مؤكدة ان دسامة المائدة جعلت من ابو مازن ، كعادته ، يهرول بالانسحاب من الجهة العراقية ، لكن الصفعة أتته من حيث لايحتسب ،من قيادات في حزبه ونواب محسوبين عليه تركوه وحيداً يلهث خلف مخلفات الحلبوسي الذي سيكيل له الصفعة صفعتين في زمن يختاره هو !

لقد ضغطت ايران ، وتحت شعار حق الجار على الجار، وكعادتها بدس أنفها بتفاصيل المشهد العراقي من أجل انهاء محاولات اقالة الحلبوسي، واوفدتهذه الدولة مسؤولا مهما الى بغداد وهو قائد فيلق القدس قاآني الذي وصلسرا والتقى بخمس شخصيات فقط بينها الحلبوسي وابو مازن . وهذا المسؤولهو ذاته من منع تحالف الفتح ايضا من المشاركة في إقالة الحلبوسي،خصوصا بعد عدة وعود للسيد العامري بالمشاركة بقوة بإقالة الحلبوسي. لكنفجأة انهالت ضغوطات كبيرة على الرجل يبدو انها دعته للتريث في الموضوعحاليا!

لكّن فرحة ابو مازن لم تدم طويلا ، بإنقاذه المؤقت للحلبوسي وانشغاله بعد الرشوة السياسية التي حصل عليها “بعرق الجبين” ، سقط كحوت أول من حيتان الفساد في هذه البلاد بالضربة القاضية على يد القضاء العراقي ، فقد منع من خوض الانتخابات بقرار نهائي غير قابل للنقض والتنقيض والتساوم وصفقات تحت وبين الطاولات العامرة ، رغم ان الرجل مازال يعيش في عالم الشائعات المتعدد الاطراف ،مازال موهوما كأي موهوم بقدراته الخارقة في التخلص من الوحول التي احاطت به وماتزال !

يقول منطق العدالة ان هذا لايكفي فالرجل تحوّل بزمن برقي الى واحد من اثرياء البلاد بسبب بركات العملية السياسية وسياسييها الاشاوس “غير” الملطخة اياديهم بسرقة اموال البلاد..!

المطلوب احالته الى سوح القضاء ومحاكمته على كل السرقات التي حوّلته من ” هوّاش” الى ” نبّاش ” !

وغير المساومات المتبادلة والتخادم المصلحي الضيق بين الحلبوسي وابو مازن ،فان جولة من الاطاحة الثأرية بينهما قد تنطلق في أي لحظة ، جولة مغطاة الآن بترافة اللمسات الدبلوماسية والابتسامات التي تتحول عند اول احتكاك الى انياب ذئبية تطيح بهما معا بعد ان يفقدا كل قدرات المناورة في بازار المشهد السياسي العراقي !!