أثارت تحيةً عسكريةً, أداها الرئيس باراك أوباما, الصحف الأمريكية؛ جاء ذلك عقب نزولهِ من طائرتهِ, وهو يحمل كوباً ورقياً بيدهِ اليمنى, و باليسرى كان يمسك بسترتهِ, مما جعلهُ يؤدي التحيةَ لحارسهِ, باليد اليمنى وهو يحمل الكوب.
لا شك إنَّ مثلَ هذهِ الأفعال, تثير غضب الأكاديميةِ الممتهنةِ للنظم العسكرية, لأنها بنيت على أساسِ الأنضباط والسياقات المقننة, لذلك يبنى الجيش على أساس القواعد العسكرية, ويتصف كونهُ منظومةً متكاملةً, ففي الجيش وضعت كل القوانين بين دفتي دستورهُ, وبتطبيق هذهِ القواعدِ الرصينة, يبنى جيشاً حصيناً ومتماسكاً.
إذن هناك تدرج في بناء الجيوش, تبدأ بألف باء القواعد العسكرية, وهي الأنضباط العسكري, والذي عادةً يبدأ (بالإستاعد والإستاريح), هذا التدريب البسيط, ينمي التدرج المهني العسكري لدى الجندي, ويخلق روح الطاعةِ, وتنفيذ الأوامر والإنصياع التام للقائد.
هكذا تكون السلسلةِ العسكريةِ, مترابطةِ الحلقاتِ بكافةِ صنوفها, كُلاً يكون مكملاً للآخر, فلم يتُرك فراغاً في الساحةِ العسكرية, إلا وملئَ حتى لا تكون هنالك ثغرةً, فيهدم بناء الجيش بأكملهُ ويهزم.
في المعركة تحل الخطط البديلة, بعد فشل الخطةِ الرئيسية دفاعاً أم هجوماً, وهذهِ من مهام أركان الجيش, الذي من المفروض أنهم إجتازوا كل الإختبارات المعنيةِ بدورةِ الأركان, والتي من ضمنها تصميم الخطط البديلةِ, لإقناع اللجنةِ المختصة.
لدينا اليوم حرباً مفتوحةً مع الإرهاب, وعلى جميع الأصعدةِ, فقد إستخدمت في هذهِ الحرب, مختلف الأسلحة, ولدينا عدواً يبحثُ عن تلك الثغرات, التي وضعت عمداً أم سهواً, ليغترفَ من دمائنا علّهُ يرتوي.
لو تحدثنا بلغةِ الأرقام, فإن الجيش العراقي لديه الإمكانيات الجويةِ والبريةِ, ويمتلك العدةَ والعدد, ما يؤهلهُ لهزيمةِ كل (الدواعش)! ماذا حل بهذا الجيش, الذي طالما أقتسم رغيفَ الميزانيةَ السنويةَ مع الشعب, وإذا بهذا الشعب يقف مدافعاً عن جيشهُ, ويدعوهُ ليحمي نفسه.
هل يوجد من بين أهالي آمرلي والضلوعيةِ, ضباطَ أركان ليضعوا لهم الخطط البديلةِ الناجحة, عندَ محاصرةِ مدنهم ليصمدوا وينتصروا!؟ هل كان لديهم جنوداً مدربين, وأسلحةَ وذخائر, وطعامٌ وشرابٌ لهم ولعوائلهم, ليصبروا ويخلدوا!؟.
لقد تعودت أذاننا على سماعِ بشرى النصر, من قِبلِ سرايا الحشود الشعبية, لأنها بفضل معشوقها لم ترفع روحٌ لها, إلا من أُلهم حلم الشهادةِ, وأستعجل رؤيةَ محبوبهُ؛ باعثِ النصر والخلود, أبا الأحرار(عليه أتم الصلاة والسلام).
لن تنكسر تلك الجموع المجاهدة, من سرايا الحشد المضحية؛ وقد دفنَ الحسين(عليه السلام)في قلبها؛ ولن تؤدِ التحية حتى ظهور قائدها, وملهم نصرها صاحب العصر والزمان(أرواح العالمين لتراب مقدمهِ الفداء).