23 ديسمبر، 2024 3:45 ص

تحيا مصر , تحيا الأمة العربية!!

تحيا مصر , تحيا الأمة العربية!!

هذا ما قاله الرئيس المصري في كلمته وهو يفتتح أكبر قاعدة عسكرية , قال :”تحيا الأمة العربية” , هذه عبارة لم يتجرّأ على قولها أي مسؤول في بلاد العُرب أوطاني منذ ألفين وثلاثة وحتى اليوم , فكلمة الأمة العربية يجري تدميرها ومحقها وإقتلاعها من وعي الأجيال , وينهض قائد عربي من وسط الركام والدمار والتحديات الجسام ويقولها بقوة وثقة ” تحيا الأمة العربية”!!

مصر العروبة الأبية العزيزة القوية بقدراتها العسكرية والثقافية والفكرية والوطنية وبغيرة قادتها تعيد للعروبة روحها , فالعرب بمصر , وبدون مصر لا قيمة ولا دور لهم في مسيرة الحاضر والمستقبل , وقد إستنهضها من كبوتها رجل شهم متطلع إلى لمّ الشمل ومواجهة التحديات , بعزيمة الأبطال والقادة المؤمنين بالشعب والأمة والإرادة الإنسانية , الكفيلة بصناعة الآمال والتطلعات وإنجاز الأهداف القريبة والبعيدة.

“تحيا الأمة العربية” قالها فبث الروح الجديدة في عروق الذين سمعوها وأدركوها , وعرفوا معانيها وأبعادها وخطورتها , فهذه العبارة بمستوى ثورة فكرية وثقافية , وتجديد إرادة أمة وإطلاق ما فيها من الطاقات , فالمطلوب أن لا وجود للعرب ولا أمة ولا وطن لهم , وإنما عليهم أن يمضوا القرن الحادي والعشرين مشردين تائهين ذائبين في مجتمعات الدنيا أجمعين , وعليهم أن يتقاتلوا ويستنزفوا طاقاتهم وقدراتهم ويندحرون ويكونون من الخاسرين , حتى يتمكن منهم الطامعون والساعون لإفتراسهم على موائد الجزر الحضاري المبين.

قد يقول قائل ما يقول , فليس المقصود هو الشخص وإنما الموضوع , لكن الحق يجب أن يُقال , والذي قالها لعربي شجاع أصيل , وغيور على قيَمه وأمته , ومعبّر عن إرادة الملايين المختنقين الذين يتغرغرون بخوف بعبارة “تحيا الأمة العربية” , التي تجمع العرب على صراط واضح مستقيم , وتمنحهم العزة والكرامة والهيبة والقدرة على تقرير المصير , وفرض إحترامهم على الأمم الأخرى , فعندما يكون المنطق بإسم أمة يكون أقوى وأوقع على الآخرين.

نعم قالها بثبات وثقة ومصر تتعرض للهجمات والتحديات , ومن حولها الدول في تفاعلات خرابية ودمارية وإنشقاقات وصراعات دامية نكراء , وهذا يعني أن الأمة قد أنجبت الذي سيستنهضها ويعيد إليها دورها وقيمتها وألفتها وأخوتها , فعزة العرب تكون بعزة مصر وقوتها , وكلما إحتضنت مصر الروح العربية ورعتها كلما إستعاد العرب عافيتهم وقدرتهم على الحياة الأفضل , وبإبتعاد مصر عن العرب أصابهم الهزال وإفترسهم الخذلان.

تلك حقيقة العرب وأمتهم التي بيد مصر لوحدها قدرات صياغتها وبنائها وترميمها , فمصر هي القادرة على لم شمل العرب ومعالجة أوهانهم وتداعياتهم , وعندما تلد مصر قائدا تسري في عروقه روح الأمة , فأنه سيستنهضها ويستولدها جوهرها وإن كانت في ركام وتحت أنقاض ورماد.

ويبدو أن الأمة قد وجدت القائد الذي سيساهم في وضع خطواتها على الطريق الصحيح , وأملي أن تكون قراءتي صحيحة , وأن تستعيد الأمة شخصيتها وتأثيرها الحضاري العربي المعاصر المنير.

فلا تتعجبوا ولا تستغربوا , فأمة العرب لا تخلو من رموز إرادتها ونداءات صيرورتها , لأنها أمة حية وفيها موروثات حضارية مطلقة كامنة في أجيالها , ولن تخبو شعلتها ولن تخمد إرادتها , فالتحدي قدرها والصيرورة الكبرى عزيمتها.

وقل : ” تحيا مصر وتحيا الأمة العربية”!!
فهل ستسلم مصر من تداعيات “تحيا الأمة العربية”؟!!