عندما يُفهم التقدم من دبره سنجد الكثير من حالات الشذوذ في ميدان التصرفات والمعاملات تنخر المجتمع , لتنتشله من مستنقع إلى أخر ولكن أشد نتانة
تكملة للجزء الاول من مقالنا والذي تناول مسألة الاحزاب كسببٍ لتحويل الشباب لمطرقة فاسدة, هناك اسباب اخرى لكن اهمها ومصدرها كان فساد الاحزاب الذي غذى بقية الروافد السببية الاخرى.
الجزء الثاني سيتناول مسألة مستحدثة طفحت للمجتمع في الأونة الاخيرة
وهي جعل العنصر النسوي منافس للشباب في كثير من مفاصل العمل
أود أن اوضح هنا انا لست ضد عمل المرأة ولست بصدد أن اكون بالضد من حقوقها لأن هذا الامر خارج نطاق التفكير,
لكن المثير للانتباه هو ليست المنافسة بحذ ذاتها في تقدم للعمل سوى بالقطاع الخاص او العام , انما التمايز الوضيع اللا اخلاقي الذي ساهم في تفضيل المرأة على رجل في اغتنام الفرص الشحيحة
هذا التمايز القائم على اساس جسد الانثى بالاشتراك مع تفكير رب العمل الحيواني الذي اختصر الانثى بشهوة جسدية
مستغلا حاجة الانثى للمال أو رغبتها بالاعتماد على ذاتها وكذلك أعالة العائلة ومن هذا القبيل, حيث لن يدخر جهده في محاولة الوصول لما يصبو اليه اثناء العمل , هذا التفكير وأن لم نستطع تعميعه الا انه موجود كحقيقة في عقول الكثير من أرباب العمل واصحاب المؤسسات ,الاستمرار بهكذا سياسة قائمة على هكذا تمايز يعني اغلاق باب العمل الخاص بوجه الشباب وبالتالي سيولد عدة امور لعل اهمها الكره الشديد للمرأة العاملة والذي يولد شعور خاطئ بأنها السبب بأبعاده عن فرصة لاحت بالأفق , ايضا الشعور بعدم الانتماء لهذا الوطن بعد أحساس أن الجميع يسعى لدفنه بالبطالة وبالتالي يتحول بلمحة استغلال لاداة يستفاد منها الارهاب
في قتلٍ وسرقة وغيرها من جرائم الدموية ,
اما المرأة فغالبٌ ماسيمارس ضدها وسائل التحرش بمختلف اشكالها وأغرائها
بسلم الترقية والخ… من هذه المظاهر التي امست واقع نتعايشه.
للجميع حق العمل والتقدم اليه لكن أن يوضع معيار الجسد فهذا يجعل المعادلة فاقدة لكل مقاييس العدالة , بالتالي طمس حقوق الاثنين معًا , فالشباب يُحرم غالبيتهم من اخذ فرصتهم بالعمل ,والمرأة تطمس حقوقها وتختصر كل مقدرتها الابداعية بجسد وهذا قيد حقير يضاف لسلسلة (معالجة الخطأ بالخطأ) والذي يتمثل بمحاولة ضمان حقوق المراة لكن بوسيلة خاطئة وهي جعلها فريسة لارباب عمل حقراء همهم الأوحد مشاركتهم الفراش وهذا بحد ذاته فاجعة.
كل ذلك يجعل من الأناث سبب غير مباشر بتحويل الشباب لمطرقة فاسدة,
فهن لم يتدخلن بالمقاييس الموضوعة من قبل ارباب العمل ولا رغبنّ بأن يحرمنّ الشباب حقوقهم لكن العريُ الفكري وسطحية اصحاب المؤسسات ساهم في ذلك,
يبقى السؤال الاهم اذا استمر الامر على ماهو عليه , أيُ جحيم بأنتظارنا..