22 ديسمبر، 2024 10:37 م

تحول مجلس النواب العراقي الى مجلس حسيني

تحول مجلس النواب العراقي الى مجلس حسيني

الكثير من العراقيين أيدوا التيار الصدري بعفوية في إقتحامه باحة البرلمان العراقي الهزيل أو (زريبة الدواب) كما يصفها العراقيون الأصلاء، وسرعان ما انضمت عشائر من الأنبار الى تظاهرة التيار الصدري تلبية لنداء مقتدى الصدر للعشائر العراقية عموما، حيث رفض المقتحمون الصدريون مرشح الإطار التنسيقي ذيل إيران محمد شياع السوداني ـ أحد قادة حزب الدعوة الإسلامية العميل ـ بل هو ظل المالكي، بمعنى ان المالكي سيعود الى رئاسة الوزراء بقناع السوداني، هذا السوداني عبارة عن دمية هزيلة يحركها المالكي كيفما ومتى شاء، لتنفيذ أجندته أي أجندة الولي الفقيه في العراق.
الشعب العراقي يريد قائد عراقي وليس سوداني، وهذا الجرذ إذا تذكروا عندما كان وزيرا لحقوق الإنسان اتهم نساء الفلوجة بإغتصابهن من قبل تنظيم داعش الإرهابي، وبعد ضجة كبيرة من عشائر الأنبار سحب تصريحه، ومع الأسف الشديد لم تثأر عشار الأنبار لشرف نسائهم من هذا الوغد الطائفي. وهذه الثلمة لطخة عار بجبين عشائر الأنبار لن يغادرها التأريخ.
وهذا تذكير آخر عن سفالة هذا المرشح السوداني، تأكيدا لما ورد من إنتهاكات في السجون العراقية، زار وفد برلماني عراقي بعض السجون، وأشارت النائبة ( السيدة فوزية الجشعمي) رئيسة لجنة حقوق الإنسان في محافظة بابل عن حالات التعذيب والأعتداءات الجنسية التي يتعرض لها السجناء، خصوصا (سجن الجرائم الكبرى) بقولها ” إن هناك نوع بشع من التعذيب نراه لأول مرة في العراق، ولكوني إمرأة، فأنا لا أستطيع التحدث به وهو إسلوب جنسي يخدش الحياء”. كما ذكرت ممثلة إتحاد الأسرى والسجناء السياسيين العراقيين المحامية الفاضلة سحر الياسري في تصريح قبل عامين بأن عدد السجناء بحدود (400) ألف بينهم (10000) إمراة أغتصبت 90% منهن، إضافة الى إغتصاب الرجال والأطفال”!
لنستمع إلى آراء أهم المسؤولين حول هذه الجرائم البشعة التي لا يرتضيها إلا من ولد وتربى في بيت دعارة من أب قواد، وأم عاهرة، ونبدأها بأحد سماسرة المالكي وزير حقوق الإنسان وهو يمثل غطاء بالوعة الإغتصابات الجنسية في السجون العراقية السرية والعلنية، انه مرشح التاير التنسيقي المتآكل (محمد شياع السوداني) سودٌ الله وجهه دنيا وآخرة، فقد تحدث إلى قناة الشرقية الفضائية يوم 6/2/2014 وتهكم عما ورد في التقرير والنتائج التي خلص إليها بكل وقاحة وإستهتارقائلا “ان هذا التقرير يتحدث عن السجينات باعتبارهن بريئات”! هكذا بكل سفالة ووقاحة.
فعلا وزير ينطبق عليه المثل القائل ” أكلأ من غراب”! وتركنا حينها للوزير مهمة البحث عن قصة المثل! مذكريه بأن دعوة المظلوم على الظالم سهم دقيق الإصابة، ولا يخطأ هدفه أبدا. هذا هو مرشح الإطار لرئاسة مجلس الوزراء العراقي، لعن الله من رشحه، ومن إنتخبه نائبا، ومن لم يعاقبه على جرائمه، ومن سامحه على تصريحاته المسيئة لشرف العراقيات.
لكن هل سترد له عشائر الأنبار الصاع صاعين، أم إنها تناست تصريحه الوقح عن حرائرها.. إنما نحن نذكر(خصوصا الحشد العشائري الأنباري) عسى أن تنفع الذكرى والأيام القادمة شواهد.
ان عودة حزب الدعوة الى المشهد السياسي يعني المزيد من الفساد والخراب والطائفية ودفع علاقات العراق الخارجية الى الحضيض في ضوء وجود وزارة خارجية تقودها طفيليات تعوم في بُركة الدبلوماسية وتطوف الى السطح مع قاذوراتها.
وهذا ما فهمه مقتدى الصدر مع انه ثقيل الفهم، وثقيل الجسم والخطوة، لذا فقد كشف بنفسه أو كشفوا له مخطط الإطار التنسيقي فرفضه جملة وتفصيلا. ولكن ما فات الصدر انه لم يتمكن من ان يستظل بمظلة المواطنة العراقية، ويجع العراقيون من مختلف الأديان والمذاهب والقوميات تحت خيمته، فقد إنفرد بخيمة شيعية بحتة، ليس لها ظل وطني ولا إقليمي ولا دولي، بل أثبت انه لا يختلف عن المالكي في تعصبه للطائفة، فكلاهما كما أثبتت الأحداث الأخيرة لا يعير أهمية لبقية مكونات الشعب العراقي، بل بتمسك بمذهبه، ويستغل قطيعا من الجهلة والمستحمرين، ممن يصروا بشدة على لبس اللجام مهما كان الطريق واضحا ومستقيما، فالعلاقة بين القائد وقطيعه قائمة على إرتداء اللجام.
جاء العزاء الحسيني وممارسة اللطم ضرب الزناجيل داخل باحة البرلمان ليثبت ان الإقتحام ليس ثورة او انتفاضة وطنية، بل هو إحتجاج شيعي صدري ضد الإطار الشيعي، لذا فقد كذب ( إبراهيم الجابري) مدير مكتب مقتدى الصدر، عندما صرح للحرة بأن” المعتصمين في مجلس النواب لا يمثلون التيار الصدري فقط وإنما يمثلون جميع العراقيين، وهم يمثلون مختلف شرائح وفئات الشعب”. نقول لهذا الأفاك الماء تكذب الغطاس، راجع الأفلام على اليوتيوب وستجد ان اللطم وضرب الزناجيل وطبخ الطعام والأهازيج الحسينية والتعجيل بخروج المهدي، تفضح أكاذيبكم الرخيصة.
من يسعى حقيقة للإصلاح والتغيير يا مقتدى الصدر لا ينطلق من قاعدة مذهبية، ولا يمثل جماعة معينة دون غيرها، وانما ينطلق من قاعدة وطنية لا تفرق بين مواطن وآخر، وهذه واحدة من آلاف السقطات السياسية التي تعثرت بها، يا مقتدى، فلا أنت رجل دين وتفقه فيه، ولا أنت رجل سياسة وتتفهم دهاليزها، ولا بين الإثنين، بل أنت كالغراب ضَيعت المشيتين.
من يعتمد على وزير (شعبوثي) كما وصفته بنفسك، سيصطدم بكثير من الألغام والمعرقلات في حقل السياسة، لذا أنصحك مع اعترافي ان عقلك لا يستوعب النصائح، وهذا شأن المستجدين في عالم الدكتاتورية أن تخرج من عباءة الطائفية وتتصرف كمواطن عراقي وليس كشيعي؟
بصراحة: لا أجد بصيص أمل من فعالياتكم الفوضوية الجديدة، لأن سجل تأريخ إنتفاضاتكم وإحتجاجاتكم مليء بالمخازي والسقطات، ولم تعد الاعيبكم تنطلي على العقلاء من العراقيين، بل تنطلي على قطيعكم فقط، الذين سلموا عقولهم لقائد لا يفهم من القيادة أبجديتها، ومن يسلم عقله لغيره، مستعد ان يسلم له أي شيء، والمعنى في قلب الشاعر.
أظن وان بعض الظن إثم، ان مرشح الصدر لوزارة الدفاع سيكون حاكم الزاملي فسجله في وزارة الصحة سابقا فيه صفحات سوداء لا تخفى على أحد، وأرواح الضحايا الأبرياء من أهل السنة ما تزال تلاحقه كظله، ومرشح الصدر لوزارة الداخلية ربما سيكون ذراعه إسماعيل أبو درع الذي كان له دور معروف في الحرب الأهلية عام 2016 ـ 2017.
أقول في الخاتمة: جميعكم (عبارة عن قطيع في زريبة فارسية) والإختلاف فيما بينكم يكمن في الجهة التي ترى القطيع، (الحرس الثوري) او (السافاك) او (المخابرات)، مع ان الخامنئي صاحب زريبة القطيع لا يرضى ان يخرج اي من القطيع خارج زريبته، ويلعب بذيله كما يريد، لابد ان يكون الجميع متواجدين معا في زريبتة. لذا بات من الصعب ان يثق العراقي بكم ـ أعني من غير ملتكم ـ، فقد باتت أوراقكم مكشوفة للجميع.
أما الدعوة الصدرية المتأخرة التي تلت مراسم عاشوراء في باحة البرلمان بعدم طرح قضايا وافعال ذات طابع طائفي، فهي تذكرنا بمثل عراقي يقول” بعد إنتهاء الزفة، جاءت الرعنة تهلهل”.