22 ديسمبر، 2024 11:34 م

تحولات ….. عراقية

تحولات ….. عراقية

((هناك أغنية عراقية تقول: ((جيت ألعب وي البيض ما لاعبني گالن لي وكت راح وتعذرني
حقيقةٌ مرَّة لكن لا مفر منها ، فلكل شخص زمن معين ، ودور معين .
فدوام الحال من المحال …
بعض الساسة من الزعامات الكلاسيكية لا يريد ان يفهم هذه الحقيقة، وان زمانهم ولى ، فهناك زعامات شابة ظهرت ، لها رؤيتها السياسية المغايرة ولغتها المختلفة، كما لها جمهورها المختلف ، جمهورها الذي سئم الشعارات القديمة ولفظ الزعامات التي ارتبط ذكرها بحقبة مريرة من تاريخ العراق ، حقبة الكراهية والطائفية. والإرهاب والتفجيرات ، حقبة خلَّفت الكثير من المآسي ، وحفرت في النفوس أخاديد الحزن والقهر .
فالتظاهرات ودماء الشهداء والتضحيات الكبيرة التي قدمها العراقيون لا يمكن ان تذهب الى الفراغ ، ولابد من تحولات جديدة .
التحولات السريعة والكبيرة التي يشهدها المشهد السياسي العراقي في الخارج والداخل أصاب البعض بالذهول ، لا أحد يستطيع ان يوقف عجلة التحولات او ان يغير مسارها.
ربما يسميه البعض انقلاب ناعم، أو ان يصفه آخرون بالانحياز لهذا الطرف او ذاك ، لكن الواقع هو تحولات تستند الى الحتمية التاريخية في مسيرة الأوطان.
فكما طوت كردستان مرحلة الزعامات التاريخية وتحولت الى مرحلة الزعامات الشابة ، كانت بغداد هي الأخرى على موعد مع تحولٍ دراماتيكي في التغيير نحو زعامات شابة ومؤثرة .
هذا الانتقال هو ضرورة اجتماعية وسياسية ، وهو تحوُّل من مرحلة الثورة الى الدولة ، ومن مرحلة الشعار الى الفعل .
فالدولة تحتاج الى فكر مختلف عن فكر المعارضة ، فكر البناء والعمل والفعل الحقيقي.
ففي بغداد طرأت عملية تحوُّل كبيرة عبر زعامات شابة تمتلك القدرة على الفعل .
, كما تمتلك قابلية التعامل مع المتناقضات الإقليمية والدولية . وستشهد الأيام القادمة سلوكاً سياسياً لا يمت للواقع السابق بصلة .

ما يشهده العراق من تحولات في العقل السياسي والسلوك السياسي هو بداية مشجعة وان تبدو غير مكتملة .
أن ظهور القيادات الشابة الجديدة هدد
الزعامات الكلاسيكية التي اثبتت انها غير قادرة على التخلص من ارث الماضي وبنفس الوقت لا تملك الشجاعة الكافية للاعتراف بفشلها .
وهذا يمكن ان نلحظه من خلال ردود الأفعال لبعض القيادات السياسية القديمة التي تشعر بان البساط قد سحب من تحتها، فبدأت بالمشاكسات والمناكفات لإيقاف عجلة الحركة ولإفشال الزعامات الشابة ليكونوا في الهوى سوى .
فالاتهامات والحملات الإعلامية التي تلعب قنواتهم, واتباعهم دورا فيها هي خطوات واضحة الدلالة تعكس حجم الخيبة التي تعتري هذه الطبقة، فكما يقولون
الصراخ على قدر الألم.
لكن عليهم ان يفهموا ان مهرجانات التسقيط والتلويح باشهار الملفات قد ذهب ، وكلما يحلمون به ذهب ادراج الرياح ، فلا عودة للوراء ، فالعراقيون يتطلعون الى غدٍ مختلف بكل ألوانه ومسمياته، و مختلف بوجوهه السياسية ايضاً .
فقد ولى زمن العجائز .