23 نوفمبر، 2024 4:58 ص
Search
Close this search box.

تحسين الاوضاع في العراق مرتبط جليا بالتغيير في إيران

تحسين الاوضاع في العراق مرتبط جليا بالتغيير في إيران

لو لم يکن هنالك من دور و نفوذ إيراني في العراق”کما هو في الحقيقة و الواقع الملموس”، فهل کان العراق يواجه أوضاعا صعبة و معقدة کما يجري الان؟ إنه سٶال لاأود طرحه من باب إثارة النقاش من أجل النقاش، وانما من أجل البحث و التقصي و سبر أغوار الاوضاع الجارية في العراق منذ أن صار قرار تعيين و تحديد الرئاسات العراقية يصدر من طهران.
هنالك العديد من العراقيين الذين هم أکثر إيرانية من الإيرانيين أنفسهم، ويعملون کل مابوسعهم من أجل التسبيح و التحميد و الثناء على”دولة الاسلام”في إيران ومن إنه صاحبة”أفضال و نعمات”على العراق ولولاها لکان الارهاب قد أتى على العراق کله، وهٶلاء ليس يحلمون وانما يطالبون و بإلحاح على إستنساخ التجربة الايرانية في العراق کي يصبح دولة متقدمة و راقية و مرفهة کما هو الحال مع إيران في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية!
هل هنالك من بإمکانه إنکار حقيقة إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد إخترق کل الاحزاب الشيعية و غير الشيعية و صار بفضل”فايروساته”، من يمتلك زمام و ناصية هذه الاحزاب، وهل هنالك من بإمکانه القول بإن الاجهزة الامنية الايرانية(الاطلاعات، إستخبارات الحرس الثوري، المخابرات الايرانية وووو)متغلغلة في جميع أنحاء العراق و في مختلف مفاصل الدولة؟ والسٶال الاهم الذي نود طرحه هو: ألم تکن کل المصاعب التي واجهت الجيش الامريکي بعد الاحتلال”ومن ضمنها الهجوم على مرقدي الامامين العسکريين في سامراء” مخططات إيرانية من أجل إخراج هذا الجيش و جعل العراق ساحة مفتوحة لطهران وحدها؟
هل هنالك من بإمکانه إنکار حقيقة إن رأس الفشل و الفساد في العراق نوري المالکي، قد کان مجرد موظف بدرجة رئيس وزراء في بلاط الولي الفقيه في طهران، وإن کل ماقد إرتکبه کان بعد التشاور و التنسيق مع حاکم العراق و سوريا و لبنان قاسم سليماني؟
أبواب الجحيم قد تم فتحها على الشعب العراقي يوم إنسل نفوذ نظام ولاية الفقيه الى العراق کالوباء و أسراب الجراد المدمرة التي لاتبقي على شئ، وإن صيرورة العراق و بفعل و تأثير التدخلات الايرانية في مختلف شٶونه على رأس الدول الفاشلة و صاحب إقتصاد مدمر و أوضاع إجتماعية يرثى لها، يثبت حقيقة إن هذا النظام هو کما جاء في الوصف القرآني للطغاة إذا ماإستباحوا بلادا:( قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون.)، وقطعا فإن هذا الذي يجري حاليا في العراق و سوريا و لبنان و اليمن، ومن هنا، فإن
الحديث عن تحسين الاوضاع في العراق خصوصا ومع بقاء جار الشر”نظام ولاية الفقيه”، إنما هو الضحك على الذقون و اللهاث خلف السراب.
لاأمن و لاأمان و لاسلام و لاإستقرار مع بقاء نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على حاله، وإن المنطلق و القاعدة الاساسية التي تضمن السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة برمتها و العراق بوجه خاص، إنما يعتمد على التغيير الجذري في إيران و رحيل هذا النظام الى غير رجعة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات