22 نوفمبر، 2024 11:13 م
Search
Close this search box.

تحريض طائفي

منذ سقوط الصنم والمواطن العراقي يعيش حالة اكتئاب ووضعا نفسيا مضطربا  في ظل موجة الإرهاب والقتل , الحكومة وأجهزتها الأمنية أصبحت عاجزة ولم تقدم ما يقنع الشعب على مكافحة هذه المجاميع القاتلة التي خلفت ألاف الشهداء واليتامى والأرامل والمعوقين والمفقودين  , رغم إمكانياتها الهائلة التي تمتلكها من أجهزة أمنية وعناصر بشرية والمال , لكن لازالت هذه العصابات المجرمة تصول وتجول وتنفذ مأربها الدنيئة الرذيلة في أي مكان تحدده , حتى أصبح المواطن المختل عقليا يتذمر من الوضع الأمني المتردي الذي يعيشه هذا الشعب .عشرة سنوات والمواطن العراقي  يتطلع الى الخلاص من الزمر الإرهابية المجرمة التي ابتلينا بعقولها المتحجرة التي لا تحسن غير لغة القتل والموت والدم . وما زاد الطين بله تصريحات بعض السياسيين المسيئة التي تحرض على الكراهية والحقد الأعمى والخطابات المنبرية المتعصبة المتشنجة التي فقدت توازنها وهي تلوح بالعلن  دون حياء او مخافة من الله بالطائفية وشعارات وفتاوى من يسمونهم رجال دين تلوح بالجهاد بقتل الشيعة الروافض وإسقاط حكومة المالكي وتخريب العملية السياسية ووو, ماهي إلا توظيف للاقتتال وذبح العراقيين والرجوع إلى المربع الأول لتحقيق ما تصبوا إليه مخططاتهم القذرة على حساب الدم العراقي تحت راية الجهاد مستغلين الحاقدين والجهلة ومشاعر من يطبل على الطائفية . ما نراه اليوم وبشكل معلن وأمام الملء عن تشكيل جيوش إجرامية في محافظات صلاح الدين والموصل والانبار تحت راية تنظيم القاعدة الإرهابي سميت ب ( جيش النقشبندية والعزة والكرامة والحر والبعث وو….) هذه التنظيمات الخارجة عن القانون ستزيد من معاناة وعذابات جماهير  تلك المحافظات بعد ان ذاقوا الويلات والموت من مجرمي أصحاب الرايات السوداء. اننا في خطر حقيقي أيها العراقيين إذا لم نتمكن من لملمة شملنا في هذه الظروف العصيبة والسعي الجاد لنبذ الطائفية الاحتقان المذهبي سنكون في مأزق كبير إذا احرقها الطائفيين . ما حدث في الانبار بقتل الجنود الخمسة هي بداية الزج الطائفي والتهليل له , لكن عشائر الرمادي والحكومة اتخذت مواقف الاعتدال والتهدئة وضبط النفس . العراق اليوم يتعرض إلى تهديد خطير يتطلب من الجميع السنة والشيعة وأطيافه الأخرى اليقظة والحذر وعدم الانزلاق في الهاوية وعلى الكتل السياسية العراقية ان تلعب دورا أكثر جدية للتهدئة والتغلب على الأزمات وان تعلن جميع القوى السياسية براءتها من المذهبية ومن يروج لها ,على الحكومة ان تفتح صفحة جديدة لبناء العراق وفق معيار المواطنة وان تضع جميع العراقيين في ميزان العدل والإنصاف . وان تبادر تلك المحافظات برجالها العقلاء والحكماء والعشائر العربية الأصيلة بإنهاء الاعتصامات والمظاهرات وبنفس الوقت تطالب الحكومة بمطالب المتظاهرين وفق القانون والدستور . ما بقية إلا ان نقول إلى أهلنا وأنفسنا في الرمادي والموصل وصلاح الدين وسامراء ان لا تقعوا بفخ من يريد تفرقتنا واقتتالنا وسفك دماء الأبرياء  واغتصاب الأعراض ..

أحدث المقالات