23 ديسمبر، 2024 5:30 ص

تحرير الموصل مفتاحٌ لتحرير البشرية من الأفكار التكفيرية

تحرير الموصل مفتاحٌ لتحرير البشرية من الأفكار التكفيرية

الآلية الناجعة لمعالجة ظاهرة تفشي التنظيمات الإرهابية التي تتبني أيدلوجية دينية أو غيرها، ينبغي أن تنطلق من قراءة موضوعية وتشخيص دقيق لمعرفة السبب الرئيس، وصولا إلى وضع العلاج الناجع، وكل هذا لابد وأن يجري ضمن أجواء بعيدة عن أي مؤثرات ذاتية أو خارجية تؤثر على نتيجة الدراسة والبحث، وبحسب الدراسات والبحوث المتخصصة في معرفة أسباب تفشي الإرهاب والتطرف ثبت أن الإرهاب الفكري عموما هو الشريان الذي يغذي كل أنواع الإرهاب الدموي، وهذه حقيقة باتت شاخصة، لأن الفكر وما يعتقد به الفرد ينعكس على سلوكه ومواقفه سلبا أو إيجابا،
ومن هنا فإن معالجة الإرهاب الفكري يعد المنطلق الأساس للقضاء على كل أنواع الإرهاب العملي السلوكي الذي تمارسه التنظيمات الإرهابية التي تأخذ مشروعيتها من الفكر والعقيدة التكفيرية، وإن حصل في بعض محطات مواجهة التنظيمات الإرهابية نصرٌ فهذا لا يعني استئصال جذور الإرهاب كليا، كون ما حدث هو القضاء ولو نسبيا على الجانب التطبيقي من الإرهاب، بمعنى ان ما تم هو تصفية نتائج الفكر التكفير وليس أسبابه ومغذياته، ولهذا عندما تمت عملية تحجيم تنظيم القاعدة (كما أفسرها)، بالآلة العسكرية توهم من قاد المعركة انه انتصر على القاعدة وانتهى الأمر في حين ان جيوب القاعدة لازالت باقية وتمارس بعض النشاطات الإرهابية، ولو فرضنا انه تم القضاء على القاعدة، لكن سرعان ما ظهر قاعدة بلباس جديد وهو داعش، والسبب واضح هو أن الفكر الذي يغذي القاعدة وداعش وغيرها، لازال يغذي ويمول، وعليه فأن الآلية المنطقية تفرض خوض مواجهة فكرية شاملة لاستئصال جذور الفكر التكفيري تسخر لها كل الوسائل وخصوصا الإعلامية وبكل مجالاتها من أجل إيصال الفكر الوسطي المعتدل إلى من غرر بهم الفكر التكفيري وهم أعداد هائلة لعلهم يعود إلى أحضان الوسطية والاعتدال وبذلك يتم تجفيف بل قطع منابع تغذية التنظيمات الإرهابية…
ولكي تستثمر ايجابية فرحة النصر الذي تحقق في الموصل على أيدي القوات الأمنية المخلصة، و وفاءا لدماء الشهداء، لابد من أن تتويجه بالمواجهة الفكرية علي يد المنهج الوسطي المعتدل الموجود في الساحة فهو قادر على استئصال الفكر التكفيري الداعشي لما يمتلكه من مقومات علمية فهوي يشكل إستراتيجية شاملة وكاملة وناجعة لمواجهة الفكر التيمي الداعشي وغيره في باقي الديانات بشهادة احدد المحققين المتمكنين المهنيين الذي أدلى بها قائلا: هذه هي حقيقة الأمر فلا خلاص للإسلام والمسلمين ولا ‏للإنسان والإنسانية في الشرق والغرب إلّا باستئصال هذا الفكر التكفيري الداعشي لابن تيمية ‏المارق القاتل الإرهابي ولأمثاله في باقي الديانات؛ المنتسبة إلى المسيحية أو اليهودية أو ‏البوذية أو غيرها.
نأمل أن يكون يتوج النصر العراقي مفتاحا لتحرير كل البشرية من جرثومة كل التنظيمات والمافيا والعصابات الإرهابية في العالم وهذا ليس ببعيد ولا مستحيل، فيما لو تضامنت الجهود الوطني المحلية والدولية مع المنهج الوسطي المعتدل في مواجهته الفكرية للقضاء على الفكر التكفيري كليا وقطع أمصاله وتجفيف منابعه عبر أسلوب مهني يستقطب من غرر بهم ، فالمنهج الوسطي يؤمن بالعدل والسلام والتعايش السلمي بين البشر واحترام حرية الرأي والعقيدة ويحتضن الجميع دون تمييز او إقصاء أو قمع.