تحديات المستقلين في العراق.. العقبات والحلول لصناعة التغيير*

تحديات المستقلين في العراق.. العقبات والحلول لصناعة التغيير*

*مرحبًا بكم في سلسلة “صوت المستقلين”، وهي سلسلة مقالات تثقيفية تهدف إلى إلقاء الضوء على دور المستقلين في المشهد السياسي العراقي. في كل مقال، نستعرض جانبًا محددًا من رحلة المستقلين، بهدف تحفيز الوعي السياسي وتشجيع المشاركة الوطنية الواعية. انضموا إلينا في هذه الحلقات لنستكشف معًا كيف يمكن للمستقلين أن يكونوا صوت التغيير في العراق.*
في المقال الأول، ناقشنا من هو المستقل سياسيًا ودوره في العراق. وفي المقال الثاني، تحدثنا عن أهمية المستقلين في ظل أمسية حوارية مع شباب بغداد، حيث أثاروا شكوكهم وتساؤلاتهم. اليوم، نركز على التحديات التي تواجه المستقلين في العراق، ونقدم حلولاً عملية لتجاوزها، ليكونوا فعلاً صوت التغيير الذي يطمح إليه الشعب العراقي.
تحدي المحاصصة المكوناتية والطائفية
أحد أكبر التحديات التي تواجه المستقلين هو نظام المحاصصة المكوناتية الذي يهيمن على السياسة العراقية. كما أشار أحد القراء، فإن أي مستقل يُنظر إليه من منظور طائفي أو مذهبي، مما يحد من قدرته على تمثيل الجميع. على سبيل المثال، حتى المستقلون الذين دخلوا البرلمان بعد انتخابات 2021 واجهوا صعوبة في تشكيل كتلة موحدة بسبب الانقسامات الطائفية والضغوط السياسية.
الحل: *المستقلون بحاجة إلى بناء خطاب وطني موحد يركز على قضايا مشتركة مثل مكافحة الفساد، تحسين الخدمات، وتعزيز العدالة الاجتماعية. يجب أن يكونوا جسراً للوحدة من خلال تشكيل تحالفات عابرة للطوائف، والتواصل المباشر مع المواطنين في كل المحافظات لكسر الحواجز الطائفية.*
نقص الموارد والتمويل
كما ناقشنا في مقهى رضا علوان، المستقلون يعانون من نقص الموارد المالية مقارنة بالأحزاب الكبرى التي تمتلك تمويلًا ضخمًا ونفوذًا إعلاميًا. هذا النقص يحد من قدرتهم على التنافس في الانتخابات أو نشر أفكارهم بشكل واسع.
الحل: *الاعتماد على الدعم الشعبي بدلاً من التمويل الكبير. يمكن للمستقلين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر برامجهم بتكلفة منخفضة، كما يمكنهم تنظيم حملات تطوعية تعتمد على الشباب المتحمسين. “القائمة العراقية للمستقلين” تعمل على بناء شبكة من المتطوعين لدعم هذا الهدف.*
ضغوط الأحزاب التقليدية
الأحزاب الكبرى تمارس ضغوطًا كبيرة على المستقلين، سواء من خلال محاولات الاستقطاب أو التهميش. كما أشار أحد القراء، تجربة كتلة المستقلين في دولة القانون عام 2014 أظهرت كيف يمكن أن تفقد الحركات المستقلة هويتها عندما تتحول إلى جزء من النظام الحزبي التقليدي.
الحل: *المستقلون بحاجة إلى الحفاظ على استقلالهم من خلال وضع معايير صارمة للانضمام إلى أي تحالف، مع الالتزام بالشفافية في مواقفهم وتمويلهم. “القائمة العراقية للمستقلين” تهدف إلى أن تكون منصة موحدة تحافظ على هذا الاستقلال، مع تنظيم دون أن تتحول إلى حزب تقليدي*
ضعف التنظيم والانتشار الجغرافي
كما تساءل أحد القراء، هل توجد “القائمة العراقية للمستقلين” في المحافظات الغربية والشمالية، أم أنها تقتصر على الوسط والجنوب؟ ضعف التنظيم ومحدودية الانتشار الجغرافي تحديان آخران يواجهان المستقلين، مما يقلل من قدرتهم على كسب ثقة كل المكونات.
الحل: *العمل على توسيع الوجود الجغرافي من خلال بناء شبكات محلية في كل المحافظات، بما في ذلك المناطق الغربية والشمالية. “القائمة العراقية للمستقلين” بدأت بالفعل في التواصل مع نشطاء ومستقلين في الموصل والأنبار لضمان تمثيل شامل. نحن بحاجة إلى اختيار مرشحين بناءً على الكفاءة والنزاهة، كما اقترح الأستاذ سعد الراوي.*
صفات المستقلين: الفردانية وضعف الاستجابة للتحديات
على الرغم من العدد الكبير للمستقلين، إلا أن الكثير منهم يميلون إلى العمل الفردي بدلاً من التنسيق الجماعي، مما يضعف تأثيرهم. كما أنهم غالبًا لا يمتلكون القدرة على الدفاع عن أنفسهم بفعالية ضد الاتهامات التي توجهها الأحزاب أو الإعلام، مثل اتهامات بالعمل لمصالح حزبية بعد انتخابات 2021. إضافة إلى ذلك، يظهر ضعف في استعدادهم لمواجهة التحديات السياسية الكبرى، سواء كانت قانونية، إعلامية، أو تنظيمية، مما يجعلهم عرضة للتهميش.
الحل: *المستقلون بحاجة إلى تعزيز روح العمل الجماعي من خلال تشكيل لجان مشتركة للتنسيق والرد على الاتهامات. يمكن لـ “القائمة العراقية للمستقلين” أن تنظم ورش عمل تدريبية تركز على تطوير مهارات التواصل الإعلامي، إدارة الأزمات، والتعامل مع التحديات القانونية. كما يمكن إنشاء فريق إعلامي موحد للدفاع عن سمعة المستقلين وتوضيح مواقفهم للجمهور.*
فقدان الثقة الشعبية
بعد عقود من الفساد وسوء الإدارة، يفتقر الكثير من العراقيين إلى الثقة في العملية السياسية، كما عبر الشباب في مقهى رضا علوان. هذا التحدي يؤثر على المستقلين، حيث يُنظر إليهم أحيانًا كجزء من النظام نفسه.
الحل: *بناء الثقة من خلال الشفافية والتواصل المستمر مع الشعب. المستقلون بحاجة إلى تقديم برامج انتخابية واقعية وقابلة للتنفيذ، كما اقترح الأستاذ سعد الراوي، مع إظهار نتائج ملموسة حتى لو كانت صغيرة، مثل دعم مشاريع محلية أو محاسبة مسؤول فاسد.*
خاتمة ودعوة للتفكير
التحديات التي تواجه المستقلين في العراق كبيرة، لكنها ليست مستحيلة. من خلال التركيز على الوحدة الوطنية، الشفافية، والتواصل مع الشعب، يمكن للمستقلين أن يكونوا قوة تغيير حقيقية. *”القائمة العراقية للمستقلين” تسعى لتكون منصة تجمع هذه الجهود، لكننا بحاجة إلى دعمكم. فكر: ما الذي يمكنك فعله لدعم المستقلين؟ هل أنت مستعد للمشاركة في بناء مستقبل أفضل؟*
في المقال القادم، سنناقش كيف يمكن للمستقلين بناء برنامج انتخابي يلبي تطلعات الشعب العراقي. ترقبوا!

أحدث المقالات

أحدث المقالات