14 نوفمبر، 2024 7:28 ص
Search
Close this search box.

تحديات المرحلة وروئ مستقبلية / الحلقة الرابعة

تحديات المرحلة وروئ مستقبلية / الحلقة الرابعة

كانت لحرب الثمان سنوات مع ايران ابعاد إقليمية و دولية انعكست على ارض الواقع، ومن السذاجة ان نرى الموضوع من نافذة الطائفية (على اعتبار ان ايران دولة شيعية والعراق دولة سنية) ، وهذا ما كانت تسوق له الابواق الصدامية بالإضافة الى البعد القومي والطرق على العنصرية العربية ومقابلها لعنصرية الفارسية.

لا أنكر ان لإيران اهداف خاصة متعلقة بأيدولوجية الثورة التي قادها السيد روح الله الموسوي الخميني، ولا أحاول ان أضفى لباس العصمة لحكام طهران (في ذلك الوقت وحتى الوقت الحاضر)، غير ان المتتبع الموضوعي لأحداث تلك الحقبة يستطيع ان يجزم وهو مطمئن ان صدام ومن خلفه من اللاعبين الكبار كانت لديهم رؤى ومخططات ابعد ما تكون من شعارات قومية او طائفية.

نعم، ان الاثار التي تركتها هذه السنوات الثمان لا يمكن باي حال ان تمحى او تنسى ، من كلا الطرفين المتحاربين، فاولاد وعوائل الضحايا والجرحى لا زالوا يتذكرون تلك الأوقات بمشاعر من الاسى والحزن والغضب و (الحقد)، ولعل الزمن ومضي السنوات تدمل هذا الجرح، الجرح الذي افتعله صدام ومن خلفه من اللاعبين الكبار.

الرؤية المستقبلية التي سعى الى تنفيذها اللانظام السابق في حربه مع ايران تتلخص في مجموعة محاور، وهي:

1. بما يمثله العراق من عمق تاريخي وديني لإيران، وما يرتبط به البلدان من أواصر (النسب) والدين والعادات والتقاليد الموروثة، كان لابد لهذا الامر ان يكون مقطوع ومتعاكس على مر الأيام، كونه وبكل بساطة يعد تهديد للوجود والنفوذ الغربي في المنطقة.

2. الدوائر الاستخبارية الغربية تعلم وفضلا عن الدول العربية التي تعمل كموظف لدى العم سام، الجميع يعلم ان حكم البعث الصدامي يوما ما الى زوال، وهذا الامر يجب استغلاله لبث وإشاعة روح العداء والندية بين البلدين، كون ان حكتم هذه البلاد (دول الخليج على وجه الخصوص) تعاني من ازمة الهوية والتاريخ وان هؤلاء الحكام دخلاء تم تنصيبهم ضمن صفقة غربية بعد هزيمة الدولة العثمانية.

3. ايران الشاه تختلف عن ايران الخميني، نعم بالتأكيد، هذا الامر يزعج العم سام، فلابد من تحجيم هذه الثورة الفتية من بدايتها، ولا بد من خلق بطل قومي (صلاح الدين القرن العشرين) لذ تم التمهيد والدفع لهذه الحرب.

4. تدمير المقدرات الاقتصادية لكللا البلدين.

5. ذريعة لاستقدام الاساطيل الامريكية والغربية عموما (لحماية المصالح) الاقتصادية والجوسياسية.

6. اثقال العراق بالديون الخارجية، بالإضافة الى صرف الثروات الوطنية للجهد العسكري والتسلح، وترك برامج التنمية والتطور والنمو الاقتصادي.

كل هذا وغيره من المحاور التي سناتي على ذكرها لاحقا في سلسلة البحوث هذه أدت بمجمعها الى تنفيذ الخطط المحددة مسبقا ، والتهيئة لما يأتي لاحقا من احداث.

للحديث تتمة … اذا بقيت للحياة

أحدث المقالات