18 ديسمبر، 2024 6:14 م

منزل مزدحم واكياس من الادوية موضوعة بقربي وانا اجلس على سرير خاص وحولي كل وسائل الراحة من اجهزة تبريد وشاشة تلفزيونية مستخدمة للكاميرات المنزلية فقط…
زوار كثيرون جاءوا بطيبة قلوبهم البيضاء للاطمئنان على صحتي منهم من قطع مسافة طويلة ولا اعرف بماذا سوف ارد لهم جميلهم هذا في المستقبل…
بقربي جهاز موبايل يبدأ بالعمل منذ الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من الليل يتصل فيه الاصدقاء الاصلاء والاوفياء ليسمعوا صوتي ويطمأنوا على صحتي العامة…
ما اجمل الحياه بطيبة القلوب وما اجمل القلوب البيضاء عندما يكونون لك اصدقاء اوفياء..
كل شيء نستطيع ان نشتريه في المال او في المنصب الا محبة الناس فهي زرع الله في خلقه..
ما اجمل هذا المنظر الذي تنهمر الدموع لأجله احيانا وانت تشاهد من حولك وهو يبكي ومتألم جدا لما تمر انت به.. نعم ان الحياه نحن بني البشر من نجعلها جميلة او نضعها في خانه العكس….
احمد الله كثيرا على كل شيء ولكن المميز والذي يستوجب ان نحمده دوما عليه بعد الصحة والامان هو محبة الناس هذه المحبة التي غمروني فيها كل المعارف والتي كانت الجزء الاكبر في علاج حالتي بعد العلاج الطبي….
لا نعرف قيمة انفسنا ونوع صداقاتنا وصلة الارحام بيننا الا عندما نمر في ازماتنا الخاصة سواء كانت صحية او ازمات مادية اخرى تحكمنا فيها الظروف الدنيوية عندها تعرف من انت ومن يحبك ومن هو على استعداد ان يضحي من اجلك سواء في وقته الثمين او في مشاعره واحاسيسه.. نعم في ساعه المرض تشتد الالام وتكثر الآهات فيهرع الاطباء لتخفيف تلك الالام ولكن زيارة الاقارب والاصدقاء او اتصالهم بك هو ايقاف لمضاعفات الصدمة النفسية التي مررت بها…. ما اجمل ان يأتي الرجال والنساء من البيوت المجاورة لمنزلك وتشاهد على وجوههم ملامح الحزن عندما تتعرض لصدمة معينه وتجد مؤازرتهم التامة وقد سهروا الليل من اجل الدعاء لك بالشفاء التام والسريع…. نعم اننا عندما نقوم بزراعة الخير فلا بد ان يأتي يوم الحصاد وهذا الحصاد هو الوفاء من الاهل والاقارب والاصدقاء والجيران…
رغم آلامك وهمومك ايتها الدنيا التي تأتينا بين الحين والاخر الا انك جميلة بوفاء الاصدقاء فيك وهم يحملون روح المحبة وتفاني الاخلاص فيما بينهم وكل آلامك تهون عندما نجد صديقا وفي واقارب بلا مصالح ولا يهمهم سوى صلة القربى والتواصل بين الجميع…