23 ديسمبر، 2024 7:34 ص

تحت انظار السيد محافظ بغداد/ مهزلة انتخابات قائم مقامية قضاء الاعظمية

تحت انظار السيد محافظ بغداد/ مهزلة انتخابات قائم مقامية قضاء الاعظمية

كثيرة هي المهازل التي نراها في عراقنا اليوم, لكن احقر تلك المهازل واشدها وقعا وايلاما في نفوس العراقيين تلك التي تتجاوز حدود المتعارف والاخلاق وتتعدى على قيم الانسان وتهزئ بمشاعره ووجدانه لتجعل منه مطية للالتفاف على القانون وتحقيق المصالح الذاتية. من امثلة هذا النوع من المهازل هو ما جرى في مقر بلدية الاعظمية يوم الاربعاء الصادف 11/3/2015.
فبعد ايام من اعلان محافظة بغداد عن فتح باب الترشيح لمنصب قائم مقامية الاعظمية, استلم قاطع بلدية الاعظمية السير الذاتية لاحد عشر مرشحا. وبشكل مفاجئ, بلغ المرشحين عن طريق الموبايل, بعد يوم واحد فقط من انتهاء فترة الترشيح بالحضور الساعة العاشرة صباحا الى القاطع البلدي لإجراء انتخابات القائم مقام. كان الموضوع اشبه ما يقال عنه ” بانه امر دبر بليل ” اذ لم يتح للمرشحين ( الغير متفقين والغير معرفين  لدى اعضاء المجلس البلدي) ان يعرفوا عن انفسهم وان يستعرضوا خبراتهم وكفاءاتهم بل حتى ان يعقدوا لقاء واحدا مع اي من اعضاء المجلس البلدي الذين شاءت الصدف والاخطار ان تكون “اهواءهم ومصالحهم وربما قناعاتهم” هي القاضي الذي يحكم ويختار المرشح لهذا المنصب.
لم يكن من بين الاحد عشر مرشحا – ما عدا مرشح الحظ السعيد – علاقة من اي نوع مع اعضاء المجلس البلدي, بذلك دخلوا القاطع في يوم الانتخابات وهم يجهلون تماما حقيقة المسرحية التي اعدها المجلس.
وبعد مقدمة “طللية استعراضية” من قبل السيد علي الساعدي رئيس المجلس تفردت بالقسم والتأكيد على النزاهة والحياد والشفافية وغيرها من مفردات المصاحبة دائما لمفردة الديمقراطية وبعد تأكيدات وتطمينات باختيار الاكفأ والأنزه والافضل من بين المرشحين المتقدمين دعى احد الموظفين ان يقرا اسماء هؤلاء المرشحين مع تحصيلهم الدراسي فقط قبل ان يدعوهم الى الخروج من قاعة الاقتراع كون الاقتراع سري لينتظروا بقاعة الاستقبال المتواضعة.
كان المرشحون يمتازون بالكثير من المؤهلات والخبرات وقد اعترف السيد علي الساعدي بذلك بل كان معظمهم مناسب الى هذا المنصب واكثر حتى ان كل واحد منهم كان يظن انه من سيحظى برضى الاعضاء بالتاكيد.
من بين هؤلاء المرشحين كان هناك موظف بدرجة رئيس مهندسين في المجلس البلدي كفوء ونزيه جدا وخبير في العمل البلدي والخدمي. وكان ايضا استاذ جامعي في كلية الهندسة وهو طالب دكتوراه في كلية الهندسة جامعة بغداد وحاصل على براءة اختراع عن مشاريع امنية وخدمية متطورة وجديدة وله ايضا الكثير من الانجازات العلمية والفنية والبحثية. والمرشحون الاخرون كانوا بدرجة رئيس قسم ومعاون مدير عام وخبراء في العمل الوظيفي والخدمي. وبين تلك الكفاءات كان هناك موظف صغير في العمر وقليل في الخبرة تعرف عليه المرشحون بينما كانوا في قاعة الانتظار. لم يكن يبدو على هذا المرشح اي مؤهلات ذاتية فضلا عن مؤهلات فنية او ادارية وقد شخص المرشحون الحاضرون جميعا ولاحظوا ذلك على هذا المرشح الذي جلس مطمأنا متأكدا من الفوز بهذا السباق غير مكترث باجواء المنافسة والتامل البادية من جميع المرشحين. كان هذا المرشح من مواليد 1984 وهو اصغر المرشحين جميعا ولم يكن سوى موظف اداري بسيط في المجلس البلدي ولكنه كان القرار المبيت من قبل الاعضاء الذي اتفقوا عليه مهما كان المرشحون الاخرون. ولم تمض سوى دقائق حتى اتى احد الموظفين الصغار ليدعو هذا المرشح الواثق بالحضور الى قاعة الانتخاب لانه الفائز دون ان يحضر اي مسؤول في المجلس ليخبر المرشحين بالنتيجة اذ ان المسرحية قد تمت وانسدل الستار وفاز المرشح الذي اختاروه سلفا وتبين للحاضرين بانهم لم يكونوا سوى واجهة “لشرعنة” هذه المسرحية التي انتهت بتنصيب الاصغر والاقل كفاءة وخبرة من بينهم.
هنا نقول للسيد محافظ بغداد وخادمها المحترم, أيعقل ان يوكل موضوع اختيار منصب خدمي مهم الى اناس قد بان فسادهم وفشلهم منذ ان تولوا مناصبهم بعد سقوط النظام البعثي عام 2003 والى يومنا هذا !؟ هل يقبل السيد خادم بغداد ان يكون اختيار القائم مقام بهذا الشكل وبهذه المهزلة التي اسماها دعاتها انتخابات !؟ هل يرضى ان يبعد النزيه الكفوء المختص المحايد الغير متحزب ويقرب قليل الخبرة والمعرفة !؟.
نحن هنا ندعوا السيد المحافظ ليتحقق ويطلع على العملية التي تم اختيار قائم مقام قضاء الاعظمية فيها وان يطلع على السير الذاتية للمرشحين المتقدمين ويقارن بينهم وبين المرشح الذي اختاره الاعضاء ثم يحكم بنفسه وضميره وسنكون راضين قانعين بحكمه وقراره.
[email protected]