23 ديسمبر، 2024 12:01 م

تحالف اوباما والتمدد الايراني

تحالف اوباما والتمدد الايراني

تشهد منطقة الشرق الاوسط تحولات دراماتيكية على الصعيدين السياسي والعسكري،ويقود هذه التحولات الولايات المتحدة الامريكية وايران ،وهذا يؤكد التقاسم والتخادم الحقيقي بين هاتين الدولتين ،وامام مرأى ومسمع العالم كله،هذا المقال سيركز كشف وفضح هذا النهج العدواني لفرض الهيمنة وعودة الاستعمارالامريكي المباشر للمنطقة ،مع بروز ظاهرة التمدد الشيعي الايراني الصفوي لتحقيق المشروع الكوني الايراني ،في اعادة بناء الامبراطورية الفارسية التوسعية المندرسة،على انقاض حرب مدمرة شنها نظام الملالي على العراق ،ومن ثم قيام الولايات المتحدة الامريكية يقيادة المجرم بوش بغزو العراق واحتلاله  وتدميرالبنى التحيتية والفوقية له ،وقتل وتهجير الملايين من ابنائه ،وكان لايران الدور الفاعل في احتلاله ومشاركة جيش المجرم بوش في الغزو ،كما اعترف بهذا ابطحي مدير مكتب الرئيس خاتمي وهاشمي رفسنجاني في جمعة طهران وغيرهم من قادة ايران ،هذه المقدمة اساسية لاثبات مشاركة ايران غزو العراق مع ادارة بوش وخليفته اوباما،لنؤكد  حجم التعاون والتخادم بينهما ،لتنفيذ اجندة كل منهما في المنطقة ،دون ان يتعارض المشروعان مع بعضهما /والعراق نموذجا حيا على ما نقول،واستمر تطبيق هذان المشروعان في وتيرة واحدة ،وافصحت عنه ايران علنا على لسان رئيسها عندما زار العراق بحماية الطائرات الامريكية اثناء سني الاحتلال البغيض له،حينها اعلن محمود احمدي نجاد  مطمئنا ادارة بوش واوباما بأن اسحابها من العراق لايشكل خطرا على الوضع في العراق لان ايران هي من سيملأ(الفراغ)،وهكذا تحقق وفعلا ،ملآت ايران الفراغ الامني بعد رحيل القوات الامريكية وهروبها من العراق في  نهاية عام 2011،بالميليشيات المسلحة الطائفية والحرس الثوري وفيلق القدس الايراني ،وحصلت الحرب الاهلية الطائفية بقيادة نوري المالكي رئيس الوزراء السابق وبتوجيه ودعم وتسليح حكام طهران ،وجرا ما جرا ويجري في العراق من دمار وقتل وتهجير وقصف بالبراميل المتفجرة وسقوط مدن ومحافظات بيد الدولة الاسلامية،ومازالت الحرب الطائفية على اوجها ،بل اتخذت بعدا طائفيا مروعا ،هو القتل ذبحا ،كما حصل في مذبحة الجويجة وجامع سارية الانصارية والفلوجة وجامع مصعب بن عمير وسبايكر والصقلاوية وتفجيرات كارثية مع قتل على الهوية شاركت فيه الميليشيات وعناصر الدولة الاسلامية (افلامهم يتباهون بها على الانترنيتلكل الاطراف)،والثمن دائما الشعب العراقي الذي يواجه الارهاب الدولي بابشع صوره ،والذي تديره امريكا وايران ،تحقيقا لمشرعيهما في العراق والمنطقة ،اذن هناك مصالح اقليمية ودولية يتم تحقيقها في العراق ،تشترك فيها اكثر من دولة ،وكل دولة لها اجندتها ومصالحها ،واليوم وبعد تحقيق امريكا وايران مصالهما في الهيمنة والسيطرة على مقدرات العراق ،وبسط نفوهما وهيمنتهما على قراره السياسي والعسكري،يبرز لنا حدثا لم يكن في بال امريكا وايران هو خطر الدولة الاسلامية في العراق والشام ،بعد سيطرة الدولة على محافظات مهمة في سوريا والعراق مثل الرقة ودير الزور والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى (اجزاء منها)، واعلان دولة الخلافة في هاتين الدولتين،مع تنامي خطرها على المصالح والاهداف والمشاريع الامريكية والايرانية وتهديدها في المنطقة،بالرغم من ان هناك من يقول ويثبت ويؤكد ويشيع ان (داعش او الدولة الاسلامية)،هي نتاج طبيعي وصناعة امريكية –ايرانية،في اشارة الى ان مشروع الدولة قد حقق بعضا من مشروع ايران وامريكا في المنطقة ،وتحديدا ما يحصل من ارتباك وتناحر بين الفصائل والجيش الحر مع الدولة الاسلامية،وهكذا ما يجري الان في العراق ،بينها وبين الفصائل التي تناهض الحكومة في العراق،واقصد ثوار العشائر وفصائل النقشبندية ومجلس شورى المجاهدين والجيش الاسلامي مع الدولة الاسلامية ،كل هذه التحولات ،كان الرابح الاكبر منها ايران ،وامريكا ،والخاسر هم العرب وبالاخص العراقيين والسوريين ،كيف هذا ما سنثبته الان لكم  ،اليوم تقود امريكا تحالفا دوليا من اربعين دولة ،واعلان الحرب على الدولة الاسلامية في العراق والشام ،واليوم نفذت طائرات هذا التحالف هجوما كبيرا مفاجأ على مركز القيادة للدولة الاسلامية في محافظة الرقة بسوريا وبعض المقرات الحساسة كما وصفها البيان الامريكي ،موضحا ان خمس دول عربية شاركت في هذا الهجوم،هنا السؤال،لماذا لم تتحرك هذه الدول على العدوان الاسرائيلي على غزة قبل هذا ولماذا لم تتحرك هذه الدول على الحوثيين في اليمن الذي تدعمهم ايران ويرفعون صور قادتها في مظاهراتهم عندما استولوا واحتلوا صنعاء ،اليست ايران هي اخطر من ما تسمونها داعش،وهذا ليس كلامي ،وانما كلام منظر اتلسياسة الامريكية لخمسين سنة ماضية ولحد الان هنري  كيسنجر وزير خارجية امريكا وعراب سياستها ،هل يهون عليكم سقوط اليمن بيد ايران ،وتاخذكم الحمية لمقاتلة الدولة الاسلامية ،التي لاتمتلك جيشا ولا معسكرات ولا طائرات ولابرنامجا نوويا يهدد العالم ،ولامشروعا صفويا توسعيا ،مثلما تمتلك داعش،اليست هذه ازدواجية امريكية ،ثم ما موقف الحكام العرب من ،تصريحات مسؤول ايراني حين يقول(لقد سيطرنا على اربعة عواصم عربية وبقيت المملكة العربية السعودية التي ستسقط قريبا)،في اشارة تهديدية واضحة ووقحة للسيطرة على العرب واحتلالهم صفويا ،وتحقيق الحلم الشيعي الصفوي في المنطقة ،هذا التحالف غابت عنه ايران وروسية وسورية،ولكنها ستجني ثماره لاحقا حتما،اذ ان ايران  طلبت ابرام صفقة معلنة مع الدول الخمس وامريكا معها لتمرير البرنامج النووي الايراني وتخفيف العقوبات ،مقابل الاشتراك في مواجهة الدولة الاسلامية،وسوريا رفضت وهددت اسقاط طائرات التحالف ،ثم خرج اوباما واخرسها بتصريح واضح وقاس،اما روسيا فأنها تفاوض على اوكرانيا ،بصمت ومن تحت الطاولة ،وتعارض التحالف علنا ،نقول ان مايجري الان في العراق وسوري هي حرب ستتطور الى حرب عالمية ثالثة ،بين اطراف اقليمية ودولية،حرب الغنائم والمصالح الدولية والنفوذ الدولي ،واقامة المشاريع،وتصفية الحسابات مع بعضها البعض،بعد ان تنهي حروبها بالوكالة مع الدولة الاسلامية وغيرها لتتفرغ لحرب اكبر ،وطبول تلك الحرب لم تدق بعد في المنطقة،ستدق قريبا عندما تدرك امريكا خطر التمدد الايراني الصفوي ،وخطروته على مصالحها واجندتها في الشرق الاوسط والعالم ،عندها لاتحتاج الى تحالف دولي ، لانه يكون ليس بمقدورها ان تحققه في ظل النفوذ الايراني الواسع على المنطقة وبعض دول العالم ،هذه حقيقة التحالفات الامريكية،وخطورة التمدد الايراني على المنطقة ….