23 ديسمبر، 2024 12:51 ص

تحالف الحكيم والصدر ….قراءة في الواقع ؟!!

تحالف الحكيم والصدر ….قراءة في الواقع ؟!!

أبرز المتغيرات التي أفرزها الوضع السياسي في البلاد في السنوات الماضية هو أن الأحزاب الشيعية والتي كان من الصعب التفكير باحتمالية تفككها ، أصبحت اليوم مشتتة ومنقسمة حالها حال باقي الكتل ، وأبرز هذه المتغيرات هو الزيارة التي قام بها الصدر إلى الحكيم في مقر أقامته بالنجف الاشرف ، حيث تشير المصادر أن اللقاء انتهى بمجموعة من التوافقات المهمة بين الطرفين ، يمكن أن تفرز تحالفاً مستقبلياً مما يجعلنا أمام متغيرات كثيرة على مجمل التحالفات القادمة ، حيث تشير أغلب التحليلات أن مثل هذا التحالف يمكن به أن يحقق التوازن في داخل البيت الشيعي ، إذ يمكن لهذا التحالف أن يكون كمقدمة لتفاهمات في المحافظات والمركز ، حيث كانت هذه التفاهمات سبباَ في حصول الحكيم والصدر على البصرة وبغداد ، وأن يكون لهما توجهاً لتشكيل الحكومة الوطنية ، هذا أن تحقق للسيد العبادي الفرصة في الالتحاق بهم .
هناك عوامل مهمة تجعل من هذا التحالف أن يكون قريباً من أحداث تغيير جوهري في مجمل العملية السياسية خصوصاً وأن ذلك سيؤثر بالتأكيد على تحالف العبادي مع الحشد ( الفتح + النصر ) وعلى الرغم من حصول الأخير على العدد المريح في البرلمان القادم ، إلا أن مثل هذا التحالف يمكن لآي أمر مفاجأ أن يغير قواعد اللعبة السياسية ، خصوصاً وأن الحكيم يتمتع بعلاقات مميزة مع السنة والأكراد ، وهذا الأمر ينطبق مع الصدر إلى حد ما ، مما يجعل هذا التحالف مهم خلال المرحلة القادمة إذا ما تم الأمر بسلاسة ودون أي تعقيد بين الطرفين .
السيد العبادي بدا وخلال خطوته الأولى في التحالفات مطمئناً لموقعه لذلك بدأ بوضع شروط مسبقّة ، خصوصاً مع حليفه الجديد (تيار الحكمة ) من قائمة الشركاء ، ليضع شروطاً وصفها المحللون بالتعجيزية ، وهي رسالة للحكمة ( انك غير مرغوب بك ) الأمر الذي جعل الأخير ينسحب ، حيث وصف المحللون هذا الانسحاب (بالانتحار السياسي ) ولكن من ينظر إلى هذا الأمر من جانبه الآخر يجد أن الحكيم وعلى ضوء فترة وجوده السياسي ، كان محافظاً على حجم وعديد جمهوره ،وربما حصل هناك تراجع خلال فترة ما ، إذ ذهبت أصواته إلى شركائه في التحالف الوطني ، مع حصول فراغ سياسي جعله يتراجع بين الجمهور ، إلا أن مجمل الوضع يبدو لا خسارة فيه ، وأن التيار الشبابي الجديد الذي دخل اللعبة السياسية بأسم ( الحكمة ) لا يبدو أن مستميت على ثقل وجوده السياسي حالياً ، بقدر ما يسعى إلى بناء قاعدته الجماهيرية لخوض الاستحقاق القادم ، ألا وهو الانتخابات المحلية ، والتي يعدها الجميع تمثل خطوة مهمة في تغيير الخارطة السياسية في المحافظات ، وبما يحقق التوازن في القوى السياسية الشيعية .
الأمر المهم الذي ينبغي الالتفات له في هذه التحالفات ، هو ضمان حفظ صوت الناخب ، وعدم ضياع الأصوات هنا أو هناك ، خصوصاً وان الجميع يعلم أن الانتخابات السابقة كان ارتفاع أصوات الصدريين على حساب أصوات المجلس الأعلى الإسلامي (سابقاً ) وهذا الأمر يجعل الطرفين أمام اختبار صعب في الحفاظ على أصواته من الضياع لهذا الطرف أو تلك ، كما ينبغي على القوى الشيعية الانتباه على الحفاظ على الغالبية في البرلمان ، لان الوضع الداخلي الشيعي لا يبدو مريحاً للناظر ، خصوصاً مع رفض المرجعية الدينية لهولاء الساسة ، وضرورة الاستعداد لتغير الوجود الفاسدة ، وربما تذهب الغالبية السياسية للشيعة ، خصوصاً مع الأخبار السياسية التي أكدت على وجود تفاهم بين علاوي والبارزاني يمكن له أن يعيد الأمور إلى توازنها السياسي وبما يحقق الأغلبية السياسية في البرلمان القادم .