اعلن يوم أمس عن اختيار السيد عمار الحكيم رئيساً لتحالف الاصلاح والبناء وبالإجماع ولأربعة سنوات قادمة ، وهي خطوة مهمة في إيجاد خارطة سياسية جديدة في البلاد ، وإذابة القومية والمذهبية في بوتقة هذا التحالف ، ففي الوقت الذي تتنازع فيه الكتل السياسية على مغانمها في حكومة عبد المهدي ، ذهب التحالف لاختيار رئيسه في خطوة وصفها المراقبون بأنها جاءت في وقتها لتكون حجر أساس في توحيد الجهود السياسية ، وإيجاد روية موحدة في قيادة البلاد ، وتشكيل كتلة كبيرة تكون قادرة على النهوض بواقع العراق السياسي والتصدي للمواقف السياسية المهمة ، وهي الخطوة الاولى نحو مأسسته ليأخذ طريقه نحو المنافسة القادمة .
رئيس تحالف الاصلاح والبناء يمتلك الخبرة السياسية المهمة ، والتي أهلته ان يقود هذا التحالف ، والامتداد لدى اغلب الكتل السياسية ليضعه المراقبون الاول في المشهد السياسي ، الى جانب امتلاكه للعلاقات الجيدة مع جميع القوى السياسية جعلته رئيساً لهذا التحالف وبالأغلبية ، وهو لم نعتده سابقاً ، ففي التحالف الوطني سعى الحكيم بعد اختياره رئيساً له لرئاسة دورية ولسنة واحدة عمل فيها الى مأسسته والى لملمة شتات الشيعة في مظلته ، ولكن الصراعات بين القوى الشيعية ساهمت في انهياره سريعاً .
ربما تحقق مشروع الحكيم الذي نادى به منذ 2010 ، بتشكيل نواة قوى سياسية عابرة للطائفية والقومية ، وتكون كتلة قوية ، أسماها : بالكتلة العابرة ” جاءت لتلبي طوحه في اختزال القوى السياسية في كتلتين كبيرتين تكون هي المتنافسة في أي صراع انتخابي قادم ، ويبدو ان الحكيم قادراً على لملمة تحالفه الجديد ، خصوصاً من الانسجام المهم بين قواه ، والتقارب الايجابي مع الصدر ، يجعل الصورة تبدو واضحة وتبشر بان تكون هي المتصدرة للمشهد السياسي القادم .
التحالف الجديد ليس كسابقه من التحالفات ، بل سيسير بسرعة على تقسيم لجانه ، ومساندة رئيس الوزراء في عمله الحكومي ، والمتوقع ان يكون قطب الرحى في دعم وتدعيم حكومة عبد المهدي ، وتحضى في الوقت نفسه بدعم القوى الاقليمية والدولية ، وبما يحقق النهوض الاقتصادي والسياسي في البلاد .