18 ديسمبر، 2024 10:16 م

تحالفات تعيد أوراق اللعبة

تحالفات تعيد أوراق اللعبة

مَرت مرحلة الانتخابات لعام 2018م, بسلام دون عمليات إرهابية, من قبل مسلحي القاعدة أو داعش, مع أن المشاركة كانت ضئيلة, إلا أن ممارسات أخطر, قد مورست أثناء عملية الإقتراع, أهمها تزوير نتائج الانتخابات الخاصة, بالقوى الأمنية والنازحين والخارج.

كان من المؤمل أن تظهر النتائج, خلال يومين على أكثر تقدير, وحسب تصريحات ممثلي المفوضية( المستقلة) للإنتخابات, إلا أنها آلت على نفسها, أن تعطي النتائج على شكل دفعات, وكأنها عملية تقسيط مُمِل, وسط تشكيك بعملها من قبل أغلب الساسة؛ وقد ظهرت على شبكات التواصل, أفلام مسجلة عن طريق النقال, تُظهِرُ عمليات تزوير واضحة.

بعد جهد ليس بالهَيَّن, وانتظار وترقب من المواطن العراقي, ظهرت النتائج بفوز تحالف سائرون, بـ53 مقعد برلماني, ليكون أكبر حصيلة انتخابية, من باقي القوائم, تقدمت القوائم الأخرى باعتراضاتها, للقضاء العراقي ( المستقل), وقبل أن يقول القضاء قولته, اجتمع البرلمان العراقي, ليصدر قرارا يفضي, بإجراء العد والفرز من قبل القضاة, لتُحرق أصوات المواطن, عن طريق فعل فاعل, باستهداف الأجهزة الإلكترونية, الخاصة بالعد والفرز وتسريع النتائج.

وجد بعض الساسة, أن الفرصة مواتية لتنفيذ رغباتهم, التي طرحوها قبيل الانتخابات, بتأجيل موعدها القانوني, وتمديد فترة البرلمان الحالي, ليطالبوا بإلغاء النتائج بصورة كاملة, ويعيدوا الانتخابات في غضون ستة أشهر, ما يُعَدَّ سابقة خطيرة وخرق للدستور, الذي لا يتيح التمديد للبرلمان العراقي, بينما ذهب آخرون إلى نسبة 10%, بإعادة الفرز والعد يدوياً.

جاء في سياق خطبة العيد, التي ألقاها السيد عمار الحكيم, مضافاً للنقاط المذكورة أعلاه, محاسبة المُقصِرين والمتورطين في استهداف نزاهة الانتخابات أياً كانوا, ليكون من تنطبق عليه الأوصاف المذكورة, درساً لمن تسول نفسه, مصادرة صوت أي مواطن عراقي, كون ذلك العمل بنتائجه, يُعتبر أخطر من داعش.

أغلبية ساسة العراق وعلى أسهم قادة الكتل؛ شَككوا بنزاهة الانتخابات, وكان كثيرٌ منهم يتهم البرلمان والقضاء, دون أن يلاقوا أي هجوم أو تهَجم, وأستغرب كما يستغرب جملة من المواطنين, الهجمة التي طالت خطاب السيد عمار الحكيم.

هل كانت تلك الهجمة, الذريعة التي يبعدون بها تيار الحكمة, من التحالف الجديد؟ أم أنه فرض مقايضة, مع إبعاد المالكي من رئاسة الوزراء؟

ذلك ما ستكشفه الأيام اللاحقة, لا سيما أن عطلة العيد قد مُددت, لا لراحة المواطن من الصيام, والتعب في عيد الفطر, بل لتكامل خطة التحالفات الجديدة, وإلغاء ما تم بين سائرون والحكمة والوطنية.