بين الفينة والاخرى يطل على الاعلام الخليجي خبر من هنا او هناك، الغرض منه تزييف اي شيء يرغبون بتزييفه، قبل اكثر من سنة أطل على الاعلام احد المتبحثين وليس الباحثين، ترافقه لجنة من المرتزقة الاثاريين، ليعلنوا اكتشاف تاريخ اثري في الإمارات يعود إلى الآف السنين، في محاولة منهم لتأرخة بلدهم الإمارات، كأن التاريخ يشرى ويباع، وهم يعلمون علم اليقين بأن الحضارات هي شاخصة لتاريخ اهلها، لا تُثّمن ولا تباع.
اطلت علينا قبل فترة وجيزة من الزمن، قناة mbc, بخبر حول رصد ميزانية تقدر ب (١٠٠) مليون، لإنتاج مسلسل حول معاوية الزنيم، متناسين تاريخ معاوية لدى الفريقين من السنة والشيعة، حول مدى انحراف هذا الباغي، ورد في رواية مناقب ابن شهر آشوب: وقال معاوية
للحسن بن علي عليهما السلام: أنا أخير منك يا حسن، قال:
وكيف ذاك يا ابن هند؟ قال: لأن الناس قد أجمعوا علي ولم يجمعوا عليك قال هيهات هيهات لشر ما علوت، يا بن آكلة الأكباد، المجتمعون عليك رجلان:
بين مطيع ومكره، فالطائع لك عاص لله، والمكره معذور بكتاب الله، وحاشا لله أن أقول: أنا خير منك فلا خير فيك، ولكن الله برأني من الرذائل كما برأك من الفضائل(بحار الانوار ج٤٤ ص١٠٤) لا اعلم صراحةً الغرض من انتاج هكذا مسلسل، او ما هي الدوافع لذلك؟! من قبل قناة الmbc السعودية، ولكن القدر المتيقن هو ان وجود هذه القناة وبتلك السياسة الخطيرة التي تستهدف المجتمع الشيعي، هو سابقة خطيرة.
من وجه نظر اخرى، ان عرض هذا المسلسل وردود الفعل عليه، بمنع عرضه، قد يعتبر تدخل في عمل شركة الإنتاج “mbc” والسبب انهم يصورون الشخصيات الدينية من منظورهم ورواياتهم وبموافقة علمائهم، لهذا اللوم يقع علينا نحن كشيعة ومحبي اهل البيت عليهم السلام، بسبب المجاملة للطرف الاخر، الذين قاموا برفض مسلسل “الامام الحسن عليه السلام” وغيرها من المسلسلات التاريخية، من اتباع اهل البيت عليهم السلام، بحجة عدم زرع التفرقة، رغم ان المسلسل ماخؤذ من رواياتنا الصحيحة، هؤلاء هم من يتحملون تبعات ما يحصل من عدم احترام لمعتقداتنا.
اذا ما استمر الحال على ما هو عليه، فليس من المستغرب ان نرى في المستقبل القريب، مسلسل عن يزيد او عن عبيد الله بن زياد، عليهم لعائن الله، وبميزانية خيالية في محاولة بائسة منهم لتحريف الحقائق التاريخية.
