(كن ثملا بالحب ،فان الوجود كله محبة)
تحت قبة خضراء…
يرقد القمر الطالع من كوة…،
الصباح….
هاأنذا..
أبصره الآن على مرمى …،
نجمة بعيدة….
تعزف لحنها….،
العصافير وشمس تبريز….،
وسماء قونية…
أبصره…
يقلب دفاتر الأيام في ربى…،
نيسابور….
ناشرا أهلته..،
على تخوم سمرقند ..
والدفوف تسير وتهتف…
وحلقات الحب الصوفي تضيء …،
الذكرى…
تلك هي قونية…
يغمرها الهتاف الوحيد….
انه هتافك سيدي …،
الإمام….
ثملة بالحب قونية مثلك…
تدندن موسيقى المطر…،
التبريزي الأخضر….
وتواخي صوت التاريخ….
يا مولاي…
التاريخ عناق الحكمة …،
بالسيف….
التاريخ قرى الضيف….
لا تاريخ بلا سيف….
ولا سيف بلا تاريخ….
من لا يعرف…،
معنى السيف…
لا تاريخ له…
هذي غرناطة….،
وسرقسطة …
هذي قرطبة وبابل …،
وآشور ونينوى….
مدن السيف…
مدن التاريخ…
وتلك بصرى وأوروك واريدو..،
وهذه القيروان….
مدن الله ..
تنهض من عمق الفلوات…
تتزنر بالنور …،
وبالكلمات…
كي ترسم فوق طفولتنا…
أغنية الليل…
وتنام على سرر من غيم …،
وبهاء وصلاة….
فهنا بلاد التراتيل …،
والنشيد…
تقيم على وجع الروح…،
أضرحة البلاد….
وهناك آلهة الرماد…
تنصب خيام الموت على جسد…،
الندى…
هنا معابد بابل …،
سومر…
على مصاطب من حجر الزمان…،
الأخير…
يجلس نينورتا ونبوخذنصر ..،
واشوربانيبال…
هم أبهة المكان كله…
وهاهي المدن …
تباهل صهيل خيلهم ..،
وترتقي هامة العصور…
هنا نتلو قصائد الحلاج..،
على رمل الكلام….
طواسينه هاجرت صوب..،
خرير الماء في أزقة الرصافة…
والحجاج يبيع عمامته …،
للعبيد والحجيج ،
في موسم الخرافة…
جبة ابن العاص غرقت في نهر…،
الحزن بباب القبلة….
يامولاي جلال…
علمني كيف أعيد إليك…،
طقوس الذكر..،
وليل التكوين…
فدفوفك صاهلة بدمي…،
وطبولي خرساء….
فجنيد البغدادي وأبو حنيفة ابن النعمان ،
ومعروف الكرخي…
وشموا اسمي ..
ومضوا في بادية الأيام…
فهم ….
شيوخ الكلام…
وضاربو الدفوف بأعلى حضرموت والقسطنطينة…،
وقرطاجنة….
هاجروا الى مدن الضوء…
ولا ضوء في مدن….،
الكلام….
الآن أراهم واحدا …،
واحدا….
يقتلون بسيوف المعتزلة والخوارج وأهل الردة…،
والميليشيات ….
وأنت لست بغافل عنهم …
تراهم رأي العين…
يا حامل سيف..،
الله بمكة …
هاهم ثانية ..،
يحزون رأس الحسين ابن علي في شوارع…،
بغداد….
ويقيمون صلاة النار بمعابد …،
قم وطهران…..
يامولاي جلال….
هذا وطني المجروح يناديك..،
تعال …
واشهد إن معارج هذا..،
الليل…
لا تخطئه العين…
فبلادي تنام فوق ظهور الخيل…
ولا تأكل حرتنا …،
بثدييها…
الأفق رماد الحرب…
ها أبصره وحدي الآن…
ثملا بالحب وبالحرب وبالأحزان…
هذا وطن يترجل من فرس ..،
الليل…
وشموسه طالعة من فلك…،
الصحو…
من خاصرة القلب..،.
ومن ذاكرة الطين…
وطن يتلفع بالحزن…
بسما التكوين…
بحداء البدو…
او عشب النهرين….
بدم الشهداء يؤثله المجد…
ودمي مسروج من ارض المعركة بذي قار..،
حتى غبار النصر بحطين…
