22 ديسمبر، 2024 11:15 م

تجربتي مع ادارة مدرسة الامام الخميني (قدس)

تجربتي مع ادارة مدرسة الامام الخميني (قدس)

منذ عدة سنوات والحوزة العلمية تتعرض لتغييرات على مستوى فتح مدارس جديدة وفق مناهج معدة سلفا في خارج العراق ولم يكن هذا الامر يعد مشكلة في حد نفسه عندما يكون الشيء المعد والجاهز يمثل تجربة ناجحة على مستوى الدراسة الدينية ؛لكن مع الاسف الامر ليس كذلك .

    وكانت لي عدة تجارب تدريسية مع عدد من تلك المدارس التي اسس بعضها في خارج العراق والبعض الاخر تم تاسيسه في الداخل لاسباب مختلفة منها اهداف انتخابية ومنها اهداف ترويجية لبعض  الجهات الحكومية  ومنها ماكان الهدف منها بناء جيل يؤمن بافكار بعض المتصدين وهكذا …

    وسابدا الحديث مع تجربتي التدريسية في تلك المدارس من اخر المدارس الى اولها والمدرسة الاولى التي سابدا الحديث معها هي مدرسة الامام الخميني (قدس)وستكون اخر مدرسة اتحدث عنها هي مؤسسة الامام الحكيم (قدس) .                                  

   وسيكون الحديث عن الامور التي وقفت ضد استمرار وجود بعض الاساتذة في هذه المدرسة وغيرها من المدارس المشابهة في المنهج .

    عندما بدات هذه المدرسة بالمباشرة لم يكن المدير شخصا واضحا وكان البعض يظن ان المدير هو احد الاساتذة الذي كان يمارس دور الادارة بشكل شبه كامل وكانت هذه هي السنة الاولى التي بدات فيها المدرسة الدوام وكانت الادارة فيها مشتركة بين ثلاث اشخاص كلهم ليسوا مؤهلين لادارة المدرسة لان المؤهل كان مشغولا بعمل اداري في مدرسة اخرى وهما اثنان من الثلاثة واما الثالث فهو سيد من اردبيل اسمه السيد عيسى الاردبيلي وهو معمم لانه من عائلة علمية لكنه ليس عنده معرفة بالامور الحوزوية.

     وكان العام الاول فيه كثير من الاخطاء الادارية لكنها كانت مغتفرة لانها كانت ترتبط بالجانب العلمي وتجاوزها كان امرا ميسورا بالنسبة خصوصا وان الشيخ الاصفي (قد)كان قد اصدر امرا بتقليل عدد افراد الادارة وبقي واحد من الطلبة مع السيد عيسى الاردبيلي .

     وكان اول امر وقعت فيه الادارة من الاخطاء هو فتح شبكة الانترنيت في المدرسة بطريقة غير مبرمجة وعندما سالت احد الاداريين عن ذلك فقال توجد ضرورة لذلك لان كثير من الطلبة من الجنسيات المختلفة كالهند والباكستان والافغان وغيرها …

    وحسب تصوري كان الهدف من ذلك هو جذب اكبر عدد من الطلبة نحو التسجيل في المدرسة مع ان المدرسة كانت فيها خدمات غير مسبوقة بالنسبة لباقي المدارس , لكن الخوف الذي كان مسيطرا على ذهنية الادارة جعلها تتمسك بكل امر يزيد من حجم الرغبة في الانضمام اليها.

    ويكمن السبب وراء هذا الشعور ان بعض الجهات في مكتب السيد الخامنئي كانت تعتقد ان هذا المشروع ولد فاشلا وسيتم اغلاقه كما تم اغلاق مدرسة الامام الحسين عليه السلام للخطابة والتي بقيت لمدة سنوات لم تقدم شيئا للحوزة ولا للخطابة وكانت مشروعا فاشلا بكل معنى الكلمة.

     وفي العام التالي تبين ان الادارة في المدرسة ليست للشخص الحوزوي بل هي للسيد الاردبيلي وكانت هذه صدمة لاكثر المرتبطين مع المدرسة لان الامور لم تكن تشير الى هذا باي نحو من انحاء الدلالة .

    وبدا التفكك الاداري عندما اصبح الطالب يستاذن المدير وياتي السيد الاردبيلي لينقض القرار او العكس وبقي الطلبة في حيرة من امرهم بالنسبة لاوضاع الحضور والغياب فلا يعرف الطالب هل هو ماذون فيخرج ام غير معذور ليبقى !!!!!

   وبقي الحال على هذا الوضع في السنة الثانية لكن الادارة ضلت بيد السيد الاردبيلي الذي صرح انه هو المدير وان الاشخاص الذين كانوا معه كانوا مجرد مساعدين ليس اكثر وهذا الكلام لم يتم طرحه سابقا حتى انسحب الاداري الثاني من الادارة وترك الادارة وحصل بسبب ذلك ارتباك كبير في وضع الدروس وتداخلت الدروس وتضاربت وخسر الكثير من الاخوة بعض الدروس لكن العام  الدراسي كان على وشك الانتهاء ولم يكن الامر يستحق العناء خصوصا وان دورس بعض الطلبة في المدرسة تبين بوضوح من خلال الشكاوى التي كانت تستخدم ضد الطلبة ثم الاساتذة .

    وفي بداية العام الثالث حصل اتفاق على مساعدة الادارة في عملها لان السيد الاردبيلي كان يستشير كثيرا ولا يتخذ قرارا في طرد احد حتى انه عرف ان هناك تمريرا للاسئلة من قبل احد الاساتذة ولم يتخذ قرارا بالاعتذار منه حتى انتهى العام الدراسي .

   وما ان بدا العام الجديد تم التفاق على تكليف ثلاثة من الاساتذة بمساعدة المدير السيد الاردبيلي الذي بين ان وجود الادارة في المرحلة السابقة كان لانه لا يحسن الكلام بالعربي بصورة جيدة وخلال السنتين الماضيتين تم تجاوز بعض الامور من خلال التعامل مع الطلبة العرب.

   ولكن عندما توفي الشيخ الاصفي بقيت المدرسة من دون ادارة واحدة وتبين ان الوضع قد تغير كثيرا لكن عند اختيار الاساتذة لمساعدة الادارة لم يخطر بالبال ان يعمل هؤلاء لجلب اصدقاءهم وجعل المدرسة ضيعة تابعة لهم .

   وعندما بدؤا العمل كانت قراراتهم ارتجالية وغير مدروسة واحيانا صبيانية لا ترقى الى مستوى طالب العلم البسيط العارف بان المصلحة العليا في الدراسة هي تعليم الطلبة باسلوب علمي وليس الحفاظ على الوضع من خلال جعل المقياس هو العلاقة وليس المستوى العلمي .

وقام عدد من الاساتذة بطرح مقترحاتهم في سبيل التطوير لان مستوى الطلبة بسبب التخبط الاداري كان من سيء الى اسوء ووصل الامر الى ان البعض من الطلبة الجيدين تركوا المدرسة من دون اثارة الضجيج لان الكلام مع هذه الادارة يشبه الحديث مع الحائط الذي لا يسمع .

    ومما زاد الطين بلة ان بعض الاساتذة كانت عندهم مشاكل كبيرة في السنة التي مضت وعندما جاءت الادارة الجديدة اصبحوا يتزلفون بشتى الوسائل ويتصنعون لهم من اجل البقاء في المدرسة متناسين كرامة المؤمن حتى ان البعض منهم اعلن بصوت عال انه يوافق على كل ما تفعله الادارة من دون ان يعلم ما هو القرار .

   والمشكلة ان الادارة عندما وجدت نفسها مضطرة للاستماع الى اعتراض بعض الاساتذة تم تحريضها لتسجيل كل ما يقوله الاستاذ في الدرس حتى يكون ذلك حجة لها للاعتذار من الاستاذ بغض النظر عن مستوى الاستاذ والمهم ان يكون مسبحا بحمد قراراتها المتسرعة وغير المدروسة.

   ومن اجل هذه الغاية تم تجنيد عدد من الطلبة للتجسس على كلام الاساتذة وقام المدير بنفسه وامام الطلبة بالتجسس على غرف الاساتذة اثناء المحاضرات مع ان الدرس مسجل في جهاز خاص بالادارة ويصلهم يوميا .

      وكان بعض الاساتذة قد اكتشف مبكرا التوجه الحقيقي للادارة وهو ان تمضي قراراتها من دون الاهتمام بما يعانيه الطلبة من مشاكل على مستوى تلقي الدروس .

     فمثلا تم اكتشاف قيام البعض من الطلبة بالغش العلني والواضح فبدل ان تتعامل الادارة مع الطلبة اخبرت الطلبة ان الاستاذ الفلاني يتهمكم بالغش وهكذا قرارات صبيانية جعلت الاساتذة يسكتون عن الغش لانهم سيكونون في مواجهة الادارة العاجزة عن حل ابسط المشاكل بهذه الطريقة الساذجة.

    وعندما تم اخبارهم ان احد الكتب غير صالح للتدريس لم ياخذوا الكلام بل اصروا على تدريسه وعندما ظهرت الاخطاء من قبل الاستاذ الذي درسه لم يعترفوا ايضا لكن ما ان اوصل الطلبة للادارة ان الكتاب الفلاني مليء بالاخطاء قرروا تغيير الكتاب وعندما قيل لهم مضت ثلاث اشهر على الكتاب كيف يغير الان عادوا للاصرار ان هذا قرار نهائي وفي اليوم التالي جاء الاستاذ ليبدا درسه بكتاب جديد فرجعوا في اليوم التالي وطلبوا منه الاكمال وقالوا نسينا انه بعد اسبوعين عندنا امتحان فاذا غيرنا الكتاب فكيف سيشارك الطلبة بالامتحان وقرارات من هذا القبيل تضحك الثكلى .

وخلاصة الكلام هذه المدرسة تعيش حالة من الضياع بسبب عدم وضوح الرؤية لدى الادارة كما ان العمل الاداري الساذج هو الذي يقود المدرسة ومع الاسف الشديد لا توجد مراقبة حقيقية على مثل هذه المدارس كما ان الاستغناء عن الطلبة يكون بالظنة والتهمة حتى ان السيد المدير كان يتهم احد الطلبة بانه يروج لاحد الكتاب معتبرا اياه مدعيا للمرجعية مع ان هذا الكاتب رجل بسيط لا علاقة له بعالم المرجعية لكن الظن والتهمة قد وصلا الى درجة كبيرة وتم طرد الطالب الذي وزع كتابا في المدرسة في العقيدة وهو كتاب لا يحتوى على غير المعروف من عقائد الشيعة .

    اما الاسباب وراء هذه التخبطات فهي امور :

1-تطبيق قوانين الهدف منها رفع مستوى الطلبة بصورة شكلية وهو قانون المباحثة والطلبة المجدون اشتكوا قبل غيرهم ان المباحثة شكلية والطلبة اثناء المباحثة داخلون على شبكة النت وجلوسهم من اجل اسقاط الواجب فقط .

2-تطبيق قانون الخوف من المجهول وهذا القانون سببه المدير الذي كان يعيش في ايران مع طلبة عندهم مشاكل سلوكية ولا يستطيع الثقة باحد مهما كان مستواه وانضباطه الاخلاقي .

3-الاموال التي تبذل في المدرسة بالقياس الى بقية المدارس تعتبر عالية وهذا الامر وصل ببعض الاساتذة الى محاولة الاستيلاء على دروس زملائهم من اجل الحصول على المنفعة بالتملق مرة والتوسل مرة اخرى وغير ذلك من الاساليب الرخيصة والسيد الاردبيلي يعلم ان هذه الاساليب مستخدمة ويعلم ان بعض هؤلاء الاساتذة يجب ان يطرد لكنه يريد شخصا تابعا لا مناقشا ولا معارضا .

4-تقسيم الدروس كان بناء على اتفاق مع الشيخ الاصفي وهي ان يعطى الاساتذة الذي ياتون في الصباح الباكر دروسا اضافية ويبقى بقية الاساتذة على الحد الادنى من الدروس وهما حصتان لكل استاذ, وقد اعتذر الاساتذة عن التدريس في بقية المدارس بسبب هذا الاتفاق ,لكن ما ان بدات القرارات المتسرعة حتى بدات المناقشات من قبل الاساتذة وبدا معها تقليل دروس الاساتذة الذي يعترضون على القرارات الصبيانية المتسرعة حتى بدات عملية التهديد للبعض من الاساتذة وكان البعض الذي يتوسل من اجل ان تزيد حصصه في السنة القادمة يتحكم بعدد اكبر من الدروس وعندما يشتكي الطلبة كانت شكاواهم تذهب ادراج الرياح وبدات الادارة تختار الدروس التي تناسبها هي وتترك الدروس التي لا تناسبها وعندما تريد التخلص من استاذ تتخذ قرارا بالغاء الكتاب الذي يدرسه فينتهي بذلك وجوده في المدرسة وجاؤا باساتذة عن الاساتذة الذين ذهبوا الى الحج من دون ان يخبروهم انهم بدلاء وبداؤا يركزون على الحصول على موافقات الاساتذة على القرارات لانها في الغالب ليست مدروسة علما ان الادارة ليس لديها مستوى علمي لتقييم الدروس ولا يمتلكون الحد الادنى من المعرفة في قضايا الادارة سوى عملية التصيد للمخالفين .

5-كانت الادارة تصر على ان الطلبة الذين يرغبون في استاذ فنحن نقبل باختيارهم لان هذا هو التصرف الصحيح لكن ما ان بدات الاعتراضات من قبل البعض على الادارة حتى صمت الادارة اذانها عن سماع اي طلب يقدمه الطلبة من اجل الحصول على استاذ جيد لكنه لا يسير في ركب هذه الادارة الفاشلة بل ان احد الاخوة الذين صاروا في هذه الادارة عندما شعر بان هناك غبن للاساتذة واخذ يساوي من فرص الجميع تم تغييره في ليلة ظلماء بحجة انه طلب عدم البقاء في الادارة لكنه ما ان عاد حتى عرف الجميع ان هذا الشخص تم الاستغناء عنه لانه لا يريد ان يشارك في القرارات الصبيانية التي اصدرتها الادارة الفاشلة.

6-كانت الادارة السابقة والحالية تميل كثيرا الى حزب الدعوة لكن كان هناك فرق بين الادارتين ان الثانية لم تكن تصرح بذلك وعندما تحدثنا معهم علمنا منهم انهم ضد جعل المدرسة مكانا لمثل هذه الامور الا ان الامر قد تبين فيما بعد ان هناك تجسسا خاصا على توجهات الاشخاص الذين يتحدثون ضد سياسة الحكومة السابقة وخصوصا المالكي لان المالكي هو من تبرع بارض هذه المدرسة قبل اربع سنوات وهي مساحة كبيرة تقدر بالاف الامتار .

ومن هنا كان الحديث واضحا ان الاعلان عن العداوة مع الفاسد الاكبر هو اعلان عن معاداة ادارة المدرسة علما ان السيد الاردبيلي قد اخبرني سابقا بنفسه ان هناك شكوى ذهبت باسمي الى الشيخ الاصفي بحجة انني ضد الحكومة المالكية وكان رد الشيخ انه ان كان هذا رايا شخصيا فلا توجد مشكلة وان كان هذا اعلانا في اثناء الدرس وتوجيها سياسيا فهذا امر لا يقبل وتم رد الدعوى التي قدمتها الادارة السابقة لكن الصحيح الادارة السابقة واللاحقة مع المالكي وان هذا الامر حتى وان لم يكن معلنا لكنه واضح جدا حتى ان بعض منتسبي المدرسة تم تهديدهم بالطرد اذا تعرضوا لشخص المالكي حتى ولو كان ذلك رايا شخصيا .

ومما يوسف له ان الادارة الجديدة محسوبة على المرجعية الدينية في النجف الاشرف لكن المال الذي يدفع في هذه المدرسة جعل البعض من الناس تبيع ما يشترى والحاجة ام الاختراع لان الزمن الذي كان فيه الدين قيمة عليا ولى عندما جاء البعض من اجل الحصول على المال بهذه الطرق الرخيصة .