الاسم البارز الذي حير العالم ، و نهض بدولة فقيرة وأصبحت ماليزيا فيما بعد دولة غنية ،هو الدكتور مهاتير محمد ،وضع ماليزيا ضمن الدول التي تمثل اقوى اقتصاد في المنطقة . حارب مافيا الفساد ، طرد اللصوص واهتم بالزراعة والصناعة والتجارة ودعم بلا حدود للأعمار والبناء والاستثمار وفق مبدأ المنافسة الشريفة والعدالة بوجود الشفافية في العمل وامام جميع الجهات الحكومية والمعارضة . مع بالغ الحزن الاسى نحن في العراق لدينا عدة تجارب كان يمكن لنا الاستفادة منها ولكننا تركناها خلف ظهرنا مثال على ذلك كتب ودراسات الشهيد الاول (محمد باقر الصدر) وخاصة (اقتصادنا وفلسفتنا ) التجربة الماليزية والظروف التي عاشتها وكيفية تغلبها على الأزمات التي واجهتها. كتب كثيرة ركزت على شخصية مهاتير محمد وفلسفته ورؤيته الاقتصادية والسياسية والإسلامية خلال فترة رئاسته للوزراء. مهاتير مع رئيس الوزراء الجديد عبد الله بدويقرر الزعيم الماليزي الانسحاب من السلطة وهو في قمة مجده بعد أن استطاع نقل البلاد إلى مرحلة جديدة متقدمة من النهضة الاقتصادية، وبعد قيامه برئاسة الوزراء لمدة 22عاماً، وكان زعيم حزب الأغلبية في البرلمان الماليزي، فقد قرر اعتزال الحياة السياسية عام 2003 بعد أن أثبت للعالم إمكانية قيام دولة إسلامية بالنهوض اقتصادياً بالاعتماد على شعبها والوحدة والتآلف بين جميع أفراده بمختلف ديانتهم وأعراقهم، قام مهاتير محمد بتسليم مقاليد البلاد لخليفته (عبد الله أحمد بدوي) وهو في قمة نجاحه، وأصبح بعد ذلك الرجل الاقتصادي الحكيم والذي يعد منهجه السياسي والتنموي مرجع للعديد من السياسيين والقادة في بلاده وفي جميع أنحاء العالم. عمل مهاتير محمد بعيدا عن عوامل كثيرة منها : الازمات الصفقات المظلمة ، فساد السلطة ،المحسوبية ، وسطوة الاحزاب والكتل السياسية، ودعم وساند القضاء بشكل مطلق . مهاتير محمد ، الذي شغل منصب رئيس الوزراء (1981 – 2002 )، ويُنسَب إليه الفضل في تحويل ماليزيا ذات الأغلبية المسلمة إلى دولة حديثة. غير أنَّ مهاتير أيضاً أسس منظومة السلطة المركزية، التي استفاد منها نجيب لسنوات . وبحسب نتائج غير رسمية، حقق الائتلاف الذي يقوده السياسي الماليزي العجوز مهاتير محملا بآمال وطموحات شعب ويرغب في بقاء صاحب التجربة الاقتصادية المتميزة في بلاده والعالم، خصوصا أنه كان الوجه الأبرز في عملية الانتقال الاقتصادي الماليزي, وبدأ مهاتير عمله مرة ثانية رافعا شعار مكافحة الفساد عاليا، وعازما على إصلاح “أخطاء” الحكومة السابقة التي ترأسها نجيب عبد الرزاق, وليبدأ في نفس اليوم فتح ملفات الفساد على مصراعيها, مفتتحا برنامجه بفتح أكثر الملفات فسادا، وهو الصندوق السيادي الماليزي الذي تقدر حجم الأموال المنهوبة منه بأكثر من 4.5 مليارات دولار، كما بدا التحقيق مباشرة مع نجيب عبد الرزاق رئيس الوزراء السابق وزوجته وبعض أقاربه بتهم الفساد وأعلنت سلطات الهجرة في ماليزيا في هذا اليوم أن رئيس الوزراء السابق نجيب رزاق وزوجته وضعا في قوائم الممنوعين من مغادرة البلاد بتهمة التربح وتلقي رشى خارجية منها 681 مليون دولار من الأسرة المالكة بالسعودية,, لذلك بدأ مهاتير محمد التحرك سريعا لاسترداد أموال منهوبة جرى تحويلها إلى الخارج عبر عمليات غير مشروعة، بل وأكد أن حكومته تسعى لاسترداد مليارات الدولارات دخلت في عمليات غسل أموال في الولايات المتحدة وسويسرا ودول أخرى اسوة بما يحصل في العراق الان .اقتبسنا من بعض الزملاء سطور هذا المقال . نتمنى ان يأتي رئيسا للعراق و تنتهي نظرية (السلطة جلّاد والشعب ضحيّة في بلادي العراق ) ويعيد تجربة مهاتير محمد خاصة ان كل عوامل النجاح وتحقيق الاصلاحات وكثرة الثروات متاحة في البلاد وتحتاج الى سياسي عاقل بزمن الجنون . يارب احفظ العراق واهله وابعد عنهم كل شر، (الهم صلي على محمد وال محمد) ونتمنى ان يأتي حاكما عادلا ويمتلك مؤهلات مهاتير، يعبر بالبلاد ويخلصنا من كثرة الازمات .