التجربة السياسية والإدارية والخدماتية والإستثمارية في إقليم كوردستان خلال السنوات التي تولي فيها السيدين مسعود بارزاني رئاسة الإقليم ونيجيرفان بارزاني رئاسة الحكومة، تجربة، بشهادة الجميع ووفق غالبية المقاييس، بناءة وناجحة، ومن يريد أن يتحدث عن مشاريع البنى التحتية والتطور الحاصل في الإقليم، الذي كان يعاني من الحرمان في كافة المجالات إبان حكم حزب البعث لدواعي عنصرية، والذي تأذى كثيراً جراء الخيبة والفوضى والمصاعب والمرارات التي شابت الحياة الخاصة والعامة، والحصارات المفروضة عليه من الأمم المتحدة وحكومة بغداد وأجهزتها الأمنية. ومن يريد التحدث عن الإقليم بكامله الذي أصبح أنموذجاً رائعاً يخطو نحو التألق، لابد أن يذكر الذين تعهدوا بالعمل الدؤوب من أجل تحقيق الأهداف المنشودة، والسعي إلى تطوير البلاد نحو مستويات أفضل، ووضعوا الأسس الصحيحة للتطور، الذين تحلوا بالثقة والصبر من أجل بناء الوطن والمواطن، ومن أجل أن يكون اليوم أفضل من الأمس، وغداً أفضل من اليوم.
الساكن في الإقليم، أو الزائر له يعلم أنه، رغم كل العراقيل والمعوقات والتحديات، نمى وتطور وتألق ضمن سياق علمي وبشكل رائع خلال السنوات الماضية، سواءً على صعيد، طرق، جسور، مطار، مولات وأسواق عصرية، بساتين وحدائق ومتنزهات. أم من حيث مستوى الخدمات التي تقدم للمواطنين، مدن سكنية، مستشفيات، مدارس، جامعات، أم في مجال الخدمات العامة الأخرى كالصحة والماء الصافي والكهرباء والإتصالات. ويعلم أن التفان والإخلاص والحركة الدؤوبة والمتواصلة لأبنائه، والحنكة والرؤية الحكيمة للقيادة السياسية المصطفة مع المنطق والتي تريد تطبيق الديمقراطية بمفهومها البسيط والمتوائم مع مجتمعنا الكوردستاني، القيادة التي لم تبتعد عن أرض الواقع، والتي حاولت خلق قواعد وأصول مواكبة العصر والفهم الواعي لمستجداته، وأدركت أن مستقبل البلاد يعتمد بشكل أساس على الإستفادة من طاقات أبناء الوطن. والتي بذلت جهوداً كبيرةً لحفظ الأمن والإستقرار، وللنهوض بقطاع التعليم وتعزيز دور المرأة وتطوير الاقتصاد، وتمكين المجتمع من التأقلم مع التغيرات المستقبلية، والإستمرار في مسيرة النهوض بإصرار ومواصلة تنفيذ المشاريع بهمة تجعل المستحيل ممكناً، قدمت اقصى ما لديها، في مجالات البناء والتغيير والتعمير وخلق الفرص للوصول الى قمة التطور.
وعندما نقارن ماجرى في الإقليم مع بقية مناطق العراق، نجد أن حكومة الإقليم ومؤسساتها قد أنجزت الكثير من البرامج في وقتها، ونجد أن النجاحات التي تحققت لم تأت من فراغ أو نتيجة دعاية سياسية أو مجاملات، ولذا لا يكون مستغرباً أن نجد شعوراً عاماً بالفرح والإبتهاج والفخر بعد كل نجاح يأتي كثمرة مهمة لمشوار ومسيرة طويلة من العمل الدؤوب، خاصة وأننا في منطقة مليئة بإضطرابات وتقلبات وأحداث سياسية، وتحديات وأوضاع مضطربة، وصراعات تسمم الأفكار وتشيع روح اليأس والشعور بالعجز.
الدرس الأكبر الذي يستحق أن يحظى بالعناية، والجدير بالإقتداء، هو أن العمل الدؤوب المنظم، والأفكار الخلاقة والطموح والوضوح والصراحة والمصداقية في معالجة المعوقات والمعضلات والمشكلات التي تعترض طريق البناء، ومعالجة المشكلات المحتملة والمتوقعة بقدر كبير ورائع من الواقعية، لابد وأن تؤتي ثمارها في النهاية، وطالما توفرت الإرادة والإدارة الجيدة والخبرات اللازمة، فلا أحد يستطيع أن يقف أمام تجربة تريد أن تنجح، وهذا لايعني أن نطيل الوقوف أمام المكاسب والإنجازات الكثيرة التي تحققت، بل علينا أن نواصل التخطيط والعمل لنكون جاهزين للمستقبل، وأن نتجه نحو الهدف الأكبر والأسمى الذي يسهم في تعزيز مكانة الكورد جميعاً، وصيانة أمننا وإستقرارنا وإزدهار بلادنا، وأن نرفع بمؤهلاتنا وطاقاتنا الإيجابية سقف طموحاتنا لتحقيق أكبر الأهداف القومية والوطنية.