27 ديسمبر، 2024 1:57 م

تجديد الأزمة…إتساع المكسب

تجديد الأزمة…إتساع المكسب

مع كل أزمة تلقي بظلالها على المشهد السياسي العراقي يتسابق السياسيون على إختلاف توجهاتهم في ماراثون المكاسب التي ستكون حتماً نتاج هذه الأزمة خصوصا إذا جاءت مُفتتحاً لموسم إنتخابي قادم.
هذا الأمر بدا واضحاً جلياً في الأزمة الأخيرة التي بدا العزفُ فيها علنياً على الوتر الطائفي الذي مازال على مايبدو محتفظاً ببريقه وتتم (دوزنته) من فترة لأخرى لكن الأصابع هذه المرة كانت أقوى من فترات سابقة.
تعدد المحاور التي يمكن أن تؤدي الى إتساع المكاسب هو السمة الأكثر وضوحاً فمن المحور الطائفي المتمثل بمصادرة السنة في العراق واستغلال السلطة القضائية لصالح هذه المصادر إلى المحور القومي حيث غقليم كردستان والمشاكل مع الحكومة المركزية فالمحور الإقليمي وتداعيات مايحصل في سوريا،كل هذه الأشياء كانت حاضرة على شكل أعلام وهتافات لجماهير غاضبة تضيءُ فوانيسَ غضبها من زيت السياسيين الرابحين من هتافاتهم وكل سياسي يدعو في سره لحماية العيساوي الذين صاروا لهم طريقا معبدا للجمهور الذي أعلن عن خيبة أمله مرات ومرات من أدائِهم (البرلماني).
وقد نجد مبرراً لتواجد العيساوي في التظاهرات لكون المشكلة تخص أفراد حمايته لكن كيف يمكن أن نبرر للنائب عتاب الدوري مثلاً وهي تصرخ بالجموع يا أبناء الأنبار ويا…..ويا في مشهدِ ذكرنا بالفنانة العربية منى واصف التي جسدت دور (هند بنت عتبة) في فيلم الرسالة الشهير وهي تمتطي صهوة جوادها صارخة بجموع جيش أبي سفيان (نحن بنات طارق نمشي على النمارق)،أليس هذا هو بحث عن مكسب سياسي إنتخابي (براس العيساوي وجماعته)؟.
ومع تعدد المحاور نجد ان المحور الطائفي هو الراجح لدرجة اننا سمعنا بعض الأصوات المنادية بإطلاق سراح أفراد حماية الهاشمي المدان والمطلزوب للقضاء العراقي بنفس الذريعة السابقة في عملية مكشوفة لخلط الأوراق.
إتساع المكاسب السياسية جراء هذه الأزمة لم يقتصر فقط على المكون السني بل ان بعض المكونات الشيعية أرادت لها نصيباً من هذا الصيد الطائفي السمين ، فحين عم الشارع الشيعي الغضب جراء تصريحات النائب أحمد العلواني طالب التحالف الوطني بشطب عضوية النائب المذكور لكن بعض الكتل نأت بنفسها عن ذلك الموضوع وراحت تتحدث عن مواضيع لاعلاقة لها بصلب المشكلة.
وحتى نيسان 2013سنبقى ننتظر الفائز في ماراثون الأزمات السياسية المتكررة وبعد أن نبارك للفائز سنطلب منه أن يرفع يديه للسماء داعياً بأمطارٍ لاتُسقِط سقوف البيوت على المساكين القلقين تحتها.
[email protected]