23 ديسمبر، 2024 12:38 ص

مَن غرهُ الكونُ…
فما الكونُ سوى بعضُ حجاره
كالسجاره
تتبعثرُ بينَ نارِ وحقاره
في شفاهٍ
تارةً تحوي قذاره
تبصق السُمَّ
بأعقابِ الحضاره
وتارةً أُخرى تغني بمراره
أو تُسبحُ وتهللُ
ثم تطلقُ كالشراره
بفتاوى واستخاره
فتنةَ الجارِ وجاره
عَبَثٌ هذه الدنيا…!
فهي لم تأتي بتدبيرٍ حكيمِ
إنما ضغطُ حراره
هكذا هو حالنا…
مثلُ حالِ الكونِ في أصلِ إنفجاره
ولذا الكونُ كبيتٍ للدعاره
مومسٌ في قعرِ غرفه
أُسدلت فيها الستاره
ورجالٌ واقفون
كطوابيرٍ على باب الدخول
قلةٌ تمضي وتخرجُ باستناره
وثلةٌ تشقى وتتعبُ
لتعيشَ في محاره
وكثيرٌ حائرون
غرهم ثقبٌ لفاره
إنهم أصحابُ عقلٍ
فبنوا فيها مغاره
عبدوا المومس حتى
أسكنتهم في قصور
إتفاقٌ في تجاره
والتجاره
بعضها رِبحٌ
وبعضٌ في خساره
والجميعُ
ربحهم بار بدنيا الإستشاره
وإنقضى العُمرُ بطابورِ الخسارةِ والخساره
فنسوا باب الخروج
إنهُ التوهانُ في معنى الإعاره
قصةُ الإنسانِ في سَربِ الحياة
قصةٌ فيها مرارة