كثير من الشعوب والامم مرت في عصور غابرة ومضلمة فاوربا مثلا مرت في عصور القرون الوسطى او ما يسمى بالعهد القديم الذي تغلبت فيه الخرافة والجهل على العقل والعلم وظهر في حينها فلاسفة ومفكرين امثال سقراط وارسطو وافلاطون الذين اخذوا يحثون الناس ويوجهونهم الى ان يتخذوا طريق العقل والعلم سبيلا لكنهم اي الفلاسفة قاسوا الامرين من شعوبهم والحكام انذاك فمثلا سقراط الفيلسوف في حينها تزامن مع وجود الحاكم نيرون الذي احرق روما والذي اجبر سقراط على تجرع السم بعد ان حكمت عليه المحكمة الكهنوتية بالاعدام بسبب الافكار والتعاليم التي يلقيها على تلاميذه ولكن اوربا تخلصت من عصرها المظلم بعد حين بعد ان اتبعت اراء وافكار المفكرين والفلاسفة المشار اليهم فبدات بالازدهار والتقدم واصبحت ضمن العالم الاول والثاني
وفي امريكا عام 1959عندما ذاع في الاعلام خبر صعود الاتحاد السوفيتي الى سطح القمر فحينها جن جنون الامريكان وبدات الاجتماعات والمؤتمرات ودعوا المتخصصين والباحثين بتقديم الدراسات والبحوث العلمية لمعرفة السبيل لذلك وكان الرائ بان يتم تغيير المناهج اعتبارا من رياض الاطفال الى التعليم الجامعي لتحسين جودة التعليم وكان من نتيجتة بعد سنتان وبالتحديد في عام 1961 مشى الامريكان على سطح القمر فضلا عن الصعود اليه وهنا نود ان نشير الى انه بعد ان ظهرت نتائج مؤتمر دافوس الذي لم يعطي تصنيف للعراق من حيث جودة التعليم فكان المفروض على القائمين على وزارة التعليم العالي وبالتحديد قياداتها الوسطى والعليا ان يقدموا الدراسات التحليلية والتشخيصية لتشخيص مكامن الخلل للوقوف عندها وان يتم العمل لتغيير النتائج ان ظهرت مرة اخرى لا ان يكون همهم اعتلاء المناصب للتباهي علما بان سقراط يقال ان مظهره غير جذاب وكانت تنفر الناس منه ولكن بتقدم الازمان اصبحت له مكانه تاريخية في اوروبا والعالم
وناحذ من الدول الاسيوية مهاتير محمد رابع رئيس وزراء ماليزيا للفترة من 1981 الى 2003 وتعد اطول فترات الحكم في اسيا استطاع (مهاتير محمد) ذلك المفكر تحويل ماليزيا من دولة زراعية تعتمد على انتاج وتصدير المواد الاولية الى دولة صناعية تنتج 80% من السيارات التي تسير في الشوارع الماليزية وكانت النتيجة الطبيعية لهذا التطور ان انخفض خط الفقرمن 52% عام 1970 الى 5% عام 2002 وزاد دخل المواطن الماليزي اكثر من سبع امثال ما كان عليه قبل 30 عام . ومثله في ستغافورا التي كانت تسمى مدينة الرذيلة لكثرة ما فيها من اتجار بالمخدرات والنساء والاطفال قبل الاستقلال عام 1965 ولكن ظهور (لي كوان يو) وهو امين عام ومؤسس لحزب العمل الشعبي ومفكر حكم سنغافورا لثلاث عقود متتالية اشتهر بكونه مؤسس الدولة وناقلها من العالم الثالث الى العالم الاول خلال اقل من جيل وهي الان من النمور الاربعة الاسيوية . ومن كل ما تقدم نقول لا توجد امة من الامم تخلوا من المفكرين والفلاسفة ولكن المشكلة بالبحث عنهم وتقديمهم لا باستبعادهم