المقدمة:
ينبغي فصل الاحتجاجات الملطبية ذات الطابع السلمي ضد الفساد والمحاصصة عن الأعمال العنفية والقسرية والاجرامية، التي ترتقي الى الاساليب الارهابية، تشير الى من يديرها اصابع اجنبية لزعزعة امن واستقرار الدولة العراقية. بالرغم من احقية الاحتجاجات السلمية في مطالبها ولكنها تحتوي في طياتها نقوصاً خطيراً في البعد الوطني ضد الوجود العسكري الامريكي الذي ينفي اي وجود لسيادة العراق والعراقيين والمحتجين انفسهم معا اذ لم يعيروا هؤلاء المحتجون له اهتماما كافيا في مطالبهم بل اعتبروا بنفسية طفولية وغريبة أن المظاهرات ضد المحتل هي ضرب من ضروب التنافس مع مظهاراتهم واعتصاماتهم مع ان المحتل الامريكي السبب الرئيس للفساد والمحاصصة وصيانتهما كي يضمن بقائه في العراق.
من هو ذلك الرجل الذي دعا الى المليونية؟:
ينبغي حفظ هذه الدلالات لما بعد القيل والقال الاعلامي ضد هذا الرجل.
هو ذاته الذي لم يأتِ على دبابة امريكية ولم يكن خارج وطنه عندما غُزي العراق في 2003، هو الذي جاهد لاجل وحدة العراق ومنع تقسيمه من الذين كانوا من الانفصاليين المدعومين من قبل المحتل الامريكي في الجنوب والغرب والشمال. هو الذي وقف ضد المحتل وجاهد ضده بعد تأسيس جيش المهدي خصيصا لطرد المحتل، هو ذا الرجل الذي عاضد اهل السنة والجماعة كل مرة اقتضت حاجتهم للمساعدة لبى ويلبي ندائهم وطلبهم دائما. ذلك الرجل يعتبر العراق اولا والجار ثانيا ايا كان مذهبه وكانت قوميته اي ابتعد عن محاور ايران والسعودية ..الخ فلا يمكن من الان وصاعدا ان يقال ان هذا الرجل طائفيا منحازا واتى على الدبابة الامريكية وووو الخ فوطنيته وحبه لجميع العراقيين بياضاً على بياضٍ. هذا الرجل هو السيد مقتدى الصدر.
الامريكي وجوكره في العراق من الانحسار الى الاندحار:
الذي تأمله الامريكي ويمساعدة الامارات وخونة الداخل من اكراد، وبعض العرب سنة إن كانوا او شيعة وبقايا البعثية المرتبطين بمشايخ الخليج، ان يجعلوا من الاحتجاجات المطلبية قفازا لتغيير الامور في العراق اما عن طريق اسقاط الحكومة والاتيان بأخرى (مستقلة وتكنوقراطية) تقبل بالوجود الامريكي وتوسعه، او عمل فوضى عارمة في العراق وخصوصا في بيئة الحشد الشعبي والمرجعية وبالتالي ينقض عملاء امريكا وامريكا نفسها على العراق بوسائل مباشرة او عن طريق (مكتبها) مجلس الامن وبالتالي في اي حالة من الحالات سنرى ربما ((الاذربيجاني الاصل)) فايق الشيخ علي يدير البلاد عن طريق تويتر ترامب. هكذا كان حلم الامريكيين في العراق.
هذه المؤامرة الامريكية فشلت وكان لدى امريكا اوراق اخر كورقة التصعيد قبيل المليونية هو افلات عنان جوكرها المُدَرب كي يجعلها حرائق ودماء ودمار وفوضى وقطع الطرق عسى ولعل ان يرتعد اصحاب المليونية والكف عنها. هذا لم ولن يحصل، المسيرة المليونية “سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه” ماضية على قدم وساق وهي الشرارة الاولى لطرد المحتل عن وطننا وستزداد المسيرات وستزداد الفعاليات والندوات لاجل طرد المحتل وبئس القدر.
الامريكي وعملائه في المنطقة والعراق في انحدار سريع:
نحن نشهد ولادة محور المقاومة وهو في طور اخذ زمام المبادرة بعد ان كان الاقوى هو الامريكي وتُبعه هم المستحوذون على كل شيء في المنطقة. ولكن الامريكي تَعَبَ في سوريا والعراق واليمن وفلسطين ولبنان وخصوصا في ايران. جميع محاولاته وخططه منذ 2000 و 2003 ولليوم في حالة تراجع لا بل تقهقر أحيانا. منذ سنوات ان جوكر المحتل في العراق تعبت عليه المخابرات الامريكية ونمته اموال الخليج سوى ان كانت اماراتية او سعودية، هو الاخر في حالة شيخوخة سابقة لأوانها بسبب المستجدات الوطنية الكبرى التي تخطته وتخطت أمريكا نفسها ووضعتها في نيشان البندقية، اذ اصيب الجوكر في شلل نصفي وبسببه اصبحت الاحتجاجات المطلبية موقع نفور وشبهة كبيرة عند المواطنيين العراقيين. لم يعد لأمريكا الا ان توقف خططها من (آ) و (ب) و (ج) … اذ جميعها لم تفلح لانقاذ موقعها في المنطقة والوجود الاسرائيلي. ان قوة امريكا اصبحت غير مقنعة للكثيروخصوصا بعد ضربة ارامكو واسقاط قبل اشهر أروع ما انتجته تكنلوجية امريكا من طائرات واخيرا ضربة قاعدة عين الاسد، اللهم الا اذا الذين يعتبرون أمريكا رب الارباب لليوم كما في الخليج والانفصاليين الاكراد ومن بعض آل حلبوص ربما. امريكا الداخل في حالة جلبة قضائية مصيرية ضد ترامب وربما اي صاروخ فوق اي قاعدة أمريكية يوقع ضحايا ستفقد ترامب من ترشيح نفسه لاربع سنوات قادمة.
المسيرة المليونية ماضية وسيليها مسيرات اخر وأني كلي يقين ان الامريكي سيخرج صاغرا وبدون قتال، بعد محاولاته الدبلوماسية او الترهيب والترغيب والمؤامرات الجوكرية او فرق تسد بالبقاء في العراق، سيدرك اخيرا انه لا مناص له من طرد العراقيين له الى الجحيم. ولا يصح الا الصحيح والصحيح هو عراق حرٌ ومستقل وشعبٌ سعيد.