23 ديسمبر، 2024 11:10 ص

مجتمعاتنا تتعرض لموجات أباطيل وأعاصير أضاليل , منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى اليوم , وقد ترسخت في وعي الأجيال مصطلحات وثوابت أسست لآليات الرؤى والتصورات والتقديرات , وفقا لما يخدم المصالح ويؤمّن التطلعات والأهداف الظاهرة والخفية.
وما يدور في الواقع العربي أنه مبرمج وفقا لتلك الأباطيل , التي يتم ترويجها وتعزيزها وتسويغها وإقرانها بأحداث ذات إنفعالية عالية , لكي تحقق ثباتا أكبر وتأثيرا أقدر في سلوك الناس وتصوراتهم وتوجهاتهم , مما يُسهل التحكم بتقرير مصيرهم.
ومن الواضح أن مناهج التعليم في المدارس وكذلك أنظمة الحكم والدساتير قد تم وضعها من قبل الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى والثانية , لكي تكون متفقة وما تريده وتطمح إليه أن يكون في الواقع العربي الذي تعتبره من أملاكها المُشاعة والمطلقة , مهما توهم أهل البلاد وتطلع إليه العباد.
وفي زمننا المعاصر توفرت الفرص والوسائل الكفيلة بتكثيف الأباطيل وتجسيمها وترجمتها بعنفوان فريد , وتعميق دورها وأثرها في الحياة اليومية , مما أدى إلى رهن أبناء المجتمع بعضهم ببعض , وإستنزاف طاقاتهم وقدراتهم وبناء المصدات اللازمة لمنع تقدمهم وتحقيق أحلامهم وأفكارهم المستقبلية.
كما أن الأشخاض الذين يتصدون للأباطيل يتم مواجهتهم ومحاصرتهم ومحاربتهم , من قبل المموَلين والمأجورين المجندين لهذه الغايات المعادية للوجود الوطني والإنساني , فيكون إبن البلد الواحد ضد إبن بلده ومعاديا لأحلامه ومشاريعه الوطنية الخالصة.
لذلك نرى المجتمع في مآزق متراكمة وتداعيات متعاظمة , ولا بد من الإستيقاظ والتنبه والتحفز والتماسك والتعاضد , والإعتصام بثوابت وطنية إنسانية أخلاقية تضبط التفاعلات القائمة في المجتمع , ومن الضروري النظر في الأباطيل وتفنيدها بالحجة والدليل بعيدا عن مواطن الإنفعال والعواطف السلبية , التي يُراد تأجيجها وصب الزيت على جمراتها , لتتعاظم نيرانها ويزداد إقتدارها على الإحراق , وتحويل الوجود إلى رماد ودخان كثيف يعمي الأبصار ويستدعي الأخطار.
فهل من إرادة تبطيل الأباطيل؟!!