يقول خبراء الهندسة، مهما كان التصدعات في الجدار، فإن تكلفة إصلاحه وإسناده بأعمدة جديدة، أقل بكثير من هدمه ومحاولة بناءه من جديد، فضلاً عن توفير الجهد وربما الوقت والظروف لا تتهيأ لبناء جديد، لأن الذي لا يستطيع إصلاح جدار، حتما لا يستطيع بناءه من جديد.
اصلاح العملية السياسية، أفضل بكثير من هدمها، قد لا تسمح فرصة لبناء أخرى، وقد تكون أسوأ من سابقتها، في حين فرص ضخ دماء، و وجوه مهيأة، كي يتصدى لقيادة البلد؛ حقيقية، ويمكن تطبيقها على أرض الواقع، دون المساس بأسس النظام العام، وأركانه الأساسية.
كثيرون هم من رفعوا لافتة الشباب، والقليل من طبقها، نعم الشباب عنصر حيوي ديناميكي، يحمل طاقة وعنفوان، ويرمز للتحدي والقوة، لكنه يفتقد للخبرة، شرط أن يواكب التدريب والتطوير ليكتسب الخبرة المطلوبة، سرعان ما أعطت كثير من الدول أدوار قيادية لشبابها؛ وسياسية أثبتت نجاحها، رغم أنها شعوب نسبة الشباب في بلدانهم قليلة.
العراق وهو يتربع على نسبة شباب عالية، تقدر ب 70% من سكان البلد، لكنه يفتقد إلى القيادة الشبابية، وابتعاد شبابه عن المجال السياسي، أوجد فجوة كبيرة، يجب ملؤها.. فكان للسيد عمار الحكيم الأسبقية في كشف هذه الفجوة، وردمها بتأسيس تجمع الأمل الشبابي، الذي ضم طيف من جميع المكونات العراقية سنة ٢٠١٠ وعمد إلى تهيئتهم سياسيا وتطوير قدراتهم العملية والمعرفية، من خلال دورات و ورشات، لصناعة قادة ميدانيين، لخدمة هذا الوطن.
اليوم؛ وبعد إعلان تيار الحكمة، واندماج تجمع الأمل مع كثير من رجال المجلس الأعلى تحت قيادة الحكيم، بوجوه شبابية قيادية، تعد الأوفر حظا لن0يل الأصوات المعتدلة، عده كثير من المراقبين والمحللين، ان تيار الحكمة سيكون أكثر اقناعا لعامة الشعب، كونه طبق كثير من البنود التي طالب بها المرجعية والشعب، في تغيير الوجوه الكالحة والمجرب لا يجرب.
مازلنا في طور البناء، والمرحلة القادمة هي مرحلة مستحقات، ستنالها الأحزاب السياسية، بالسلبية والايجابية، هناك من يفقد مكانه، وهناك من يكسب، والجمهور العراقي، بدأ يعي بعض الخدع السابقة، و سيتجاوزها رغم الحروب والمآسي المتعاقبة، والتي لم تفارق أروقة هذا البلد منذ أربعون عاما مضى.. القادم حتما سيتغير، لكن إلى أي كفة، هذا سوف يحدده وعي الشعب وصناديق الاقتراع