عندما تجدُ الزوجة نفسها مهجورة، من قِبل الزوج الذي أحبته وإختارته دوناً عن غيره، لا لذنبٍ اقترفته سوى حبها الكبير له، والقيام بكل ما يُرضيه والتضحية في كل شئ من أجل إسعاده، لكنها تجد في ذات الوقت نفسها مهملةٌ من قِبله، فهو يهتم بأصدقائه، وشؤونه، ليس هذا فقط، وإنما يقوم بالشكاية عندهم منها!
هكذا حال كثير من الزوجات، وبالرغم من ذلك كله، فهي إحتراماً لحبها ولإسرتها، ورعايةً لما تحمله من أخلاق وتربية صحيحة، تكون صابرة تنتظر منه إستفاقة، ويجول في خاطرها سؤال محير: لماذا يفعل معي هكذا؟ ثم ترجع باللوم على نفسها لعلها هي المقصرة معها! ولكن لماذا لا يتكلم معها ويصارحها بالنقص الذي يراه فيها لكي يتم تجاوز الموضوع، بدل أن يتكلم في خصوصياتهم أمام أصدقائه.
هي بذلك تطالبه، لو كان الأمر كما يقول، وهو ليس كما يقول، لكان الأجدر به أن يشتكيها لها، فهي الأقدر والأولى على سماع وحل المشكلة، وأن تلك الشكاية تؤلمها كثيراً، وهي فوق هذا كله تسكت حباً له كي لا تسمعه شيئاً، قد يسوءه ويعكر مزاجه، وعندما أرادت أن تتكلم، بعدما ضاقت ذرعاً بأفعاله وأقواله، لم تستطع أن تنطق شيئاً أو حتى حرفاً، ولكن تساقطت دموعها، التي بثت حزنها وشكواها، فيا ويله من عذابٍ شديد، ويا بخته على هكذا أمرأة احبته أكثر من نفسها!
لم أستطع وأنا أرى هذه الدموع تتساقط، إلا أن أنطق بدلاً عنها بهذه الأبيات من الشعر الشعبي:
مشتكيت بيوم، هجرك…
وانتَ من حبي اشتكيت
عودت نفسي إعلى كل شي
ولمت روحي وحاسبيت
وما ردت أحجي وأسولف…
وحق ربك ما حجيت
بس ردت فد كلمة أكَلك…
وكَبل لا أحجي بجيت
ردت أكَلك إشتكيلي…
أني أنتَ لو نسيت؟!
أنتَ ليش تروح يمهم؟…
شبيه أني وشجنيت؟!
تدري أحسد أصدقائك…
انتَ يمهم من لفيت!
هي كَوه حظوظ عدهم…
وأنا حظي؟ من الصغر فاين لكَيت!