23 ديسمبر، 2024 6:19 ص

تايتنك أخرى ..ولكن في العراق!!

تايتنك أخرى ..ولكن في العراق!!

جريمة أخرى ..بل كارثة مروعة .. هزت ضمير العراقيين والعرب والعالم ..إنها تايتنك أخرى ..ولكن هذه المرة لعبارة غرقت في بحيرة أم الربيعين السياحية في نينوى، وعلى متنها عشرات الاطفال والنساء كانوا يحتفلون بعيد نوروز !!

صدم العالم كله من أقصاه الى أقصاه على تلك الجريمة المروعة،التي راح ضحيتها أطفال أبرياء وأمهات في عيد الأم ، بعد ان غرقت عبارة تحمل على متنها عشرات العوائل من الاطفال والنساء وشباب من مختلف الاعمار، وقد هوت العبارة حالا في مياه البحيرة بعد دقائق قليلة من إقلاعها، كون من صعد على ظهرها يعد ضعف العدد المقرر ، وقيل ان 93 ضحية حصيلة الخسائر الاولية واكثر من ثلاثين مفقودا ، وما زالت حصيلة الضحايا في تصاعد مستمر!!

لأول مرة يتضامن العالم كله مع العراق ومع نينوى واطفالها ونسائها الذين فجعوا بتلك المأساة الرهيبة التي تشابه في كثير منها ماحدث لسفينة تايتنك قبل عشرات السنين، ويفترض ان تتحول الى فيلم سينمائي عالمي يحكي أغرب ماساة حصلت في العصر الحديث ، وبخاصة أن الموصليين مايزالون يصارعوت الموت والاقدار التعيسة بعد احتلال داعش لمحافظتهم، وحتى بعد تحريرها وعودة الكثير من سكانها فان مأساة نينوى تتجدد يوما بعد يوم!!

كان الله في عونك أيها العراق، واطفالك يذهبون سدى في موت مروع، وكأن الاخرة لاتقبل الا اطفال العراق وشبابه ونساءه ، وقد كتب عليهم الموت كقدر آلهي، وهم لايدرون متى يتوقف مسلسل استهداف الانسان في العراق وفي نينوى، حيث الحزن يخيم على محيا أغلب سكان تلك المحافظة الغارقة في بحور الدماء من رأسها حتى قدميها!!

لشهداء بحيرة أم الربيعين الرحمة والغفران وان يسكنهم رب العزة فسيج جناته ويلهم اهلهموذويهم الصبر والسلوان..وللضحايا الآخرين من الجرحى ومن أنجتهم الاقدار من موت محقق الصحة والعافية ، وان يمن عليهم بالسلام والطمأنينة..عل العراقيون يودعون أقدار الأحزان، التي بقيت ترواد أجسادهم البريئة ، لكي يكونوا طعما للقروش والوحوش التي تفترسهم من كل حدب وصوب..ولله في خلقه شؤون!!