23 ديسمبر، 2024 5:15 ص

تافه من بلادي … 

تافه من بلادي … 

(( كل شئ زاد عن حده، انقلب الى ضده )).
قاعدة عقلية لا يكاد يختلف عليها اثنان.
العالم باسره وعلى امتداد التاريخ استسلم لها، او يكاد.
بل، حتى الله تعالى اعترف بها ولو ضمنا، جاء في سورة القمر، الاية ( ٤٩ ) : 
( انا كل شئ خلقناه بقدر ).
الا الحكومة العراقية الحالية برئاساتها الثلاث، فلقد شذت عن المالوف، واجبرت القاعدة اعلاه ان تركع امام خستها ونذالتها. 
ثلاثة عشر عاما من عمرها المشؤوم، وهي تسير كل يوم من سئ الى اسوء.
تارة بفشلها في الاداء، وغياب ابسط الخدمات على اختلافها، جملة وتفصيلا.
تارة بملفات فسادها القاتلة، التي مهدت اخيرا لعموم الارهاب وخصوص داعش المجرمة، لابتلاع ما يقارب ثلث مساحة العراق.
ثالثة بقوانينها المجحفة لصالح المسؤول الحقير على حساب المواطن البسيط، كالرواتب المليونية والامتيازات و … 
رابعة باصدار قرار مؤخرا، بصرف رواتب تقاعد لاعضاء مجلس الحكم والوزراء، وذلك الى جانب الراتب الذي يتقاضونه من خلال المنصب الحكومي او البرلماني، ضاربة باحلام الشعب العراقي المتواضعة عرض الحائط.
هذا، ناهيك عن قمع الحكومة للتظاهرات السلمية في ساحة التحرير اولا، ثم مقابل المنطقة الخضراء حيث يعشعش حيتان اللصوص، والتي انتهت انذاك وللاسف، بوقوع شهيدين من بين المتظاهرين. 
و … والقائمة في جرائم الحكومة العراقية تطول وتطول.
اقول، بالرغم من كل هذا، واذا باصوات نشاز تطالعنا بين الفترة والاخرى، تطالب الحكومة بمحاكمة ومعاقبة الشعب العراقي، وكاننا نعيش فترة عهد النبلاء بدمهم الازرق، فترة العمدة والاقطاع، او حتى فترة الجواري والرقيق.
اخرها اللص النائب صادق الركابي، خريج دولة اللاقانون، الذي احترف السرقة على يدي الاسطة القائد الضرورة، سارق المليارات من الدولارات من اموال العراقيين.
ولا عجب من خفة يده في السرقة، فلقد كان مستشارا للمالكي، والمثل الشعبي العراقي يقول : 
( صانع الاسطه اسطه ونص ).
هذا اللص، قال في جلسة البرلمان وبالحرف الواحد :
( تعرض مجلس النواب الى انتهاك خطير، وتعرض بعض الزميلات والزملاء الى اهانة. وكانت الاهانة ليست موجهة لهم وانما الاهانة موجهة لنا. ماذا فعلت هيئة الرئاسة في ملاحقة المعتدين …. لا يمكن لنا ان نستمر تحت التهديد، ونريد ان تقم لنا هيئة الرئاسة كشفا ماذا فعلت، ما هي الخطوات التي قامت بها ازاء ما حصل ؟ ).
وانا بدوري، وانطلاقا من المثل القائل :
( من طرق الباب، سمع الجواب ).
اقول له :
الانتهاك الخطير، حين تنتهك حقوق شعب باكمله، باسم القانون وعلى يد لقطاء من شوارع طهران ودمشق ولندن وكل مدن الغرب، امثالكم انتم ومن تمثلون.
الانتهاك الخطير، حين يصبح العراق بسببكم، ساحة لتصفية الحسابات الدولية فيما بينها، حيث يختبرون فيها اخر صيحات صناعة الاسلحة. 
اما الاهانة، فهي ان ترسلوا العراقيين الى حاويات القمامة.
الاهانة، ان يصبح العراق عشا للارهابيين الاجانب في ظل حكومتكم الساقطة.
الاهانة، ان يتسول العراق من بنوك العالم بسبب سرقاتكم التي لا تتوقف، وهو صاحب اكبر احتياطي نفطي في العالم.
الاهانة، ان تصبح اجهزة الدولة التي احتكرتموها لاحزابكم وكتلكم وجشعكم سوق نخاسة من الدرجة الاولى، لبيع وشراء المناصب والضمائر، والرشاوى والمساومات والصفقات المشبوهة.
الاهانة وقمة الاهانة.
ان يتكلم باسم العراق والشعب العراقي وامام المجتمع الدولي باسره، اناس مجرمون من حثالاة البشر امثالكم. 
بكل الوانكم واتجاهاتكم، احزابكم وكتلكم وتجمعاتكم الحقيرة وبلا استثناء، مؤمنكم قبل كافركم.
ختاما، اقول لك يا صادق الركابي :
لو كنت انت وكل جراثيم حكومتك الساقطة، تعرفون ماذا تعني الاهانة !!…
لو كانت لديكم ذرة من الحس الوطني، او قطرة حياء في جبينكم !!…
ولو كانت لديكم الشجاعة الكافية !!…
لنظرتم ولو لدقيقة واحدة فقط الى وجوهكم الكالحة القبيحة في مراة الشعب العراقي المظلوم.
حينها لعرفتم سخافة حقيقتكم، وقدركم المنحط في الذاكرة العراقية المنهكة.
ولفهمتم حينها، المغزى الحقيقي وراء القول السائد :
( لقد بيض هؤلاء وجه صدام ).
ولكن، ماذا عساي ان افعل، وحرقكم كلكم وبلا استثناء احياء قربة الى الله تعالى، قليل جدا بحقكم.
فلقد عانى الشعب العراقي الامرين طيلة ثلاثة عشر عاما على ايديكم القذرة، وفوقها ترقصون على جراحه التي تنزف من مخالبكم السامة. 
حقا، ما اروع المثل الشعبي القائل : 
( صحيح ….. اللي اختشو ماتو ).
::::::::::::::::