23 ديسمبر، 2024 12:48 ص

تاريخ تآمر الانفصاليين الكويتيين على العراق(1)

تاريخ تآمر الانفصاليين الكويتيين على العراق(1)

ارتكبت السلطات الاستعمارية العالمية ولاسيما البريطانية الخبيثة جرائم لا تغتفر بحق ابناء الامة العراقية ؛ اذ سلخت الاراضي الشاسعة من بلاد الرافدين واضافتها الى دول الجوار كالأحواز والكويت وغيرهما ؛ وذلك لتقزيم العراق وتبديد ثرواته وتقسيمه واضعافه .

ولم تكتف بريطانيا بهذه الفواجع الرهيبة , بل انها أوجدت انظمة معادية في تلك المناطق المحتلة والمأخوذة من بلاد الرافدين ظلما وعدوانا , وعملت تلك الانظمة المنكوسة , ولاسيما النظام الانفصالي الكويتي وطوال عقود طويلة من الزمن على الحاق افدح الاضرار والاذى بالأمة العراقية والعراق , فقد امعنت الكويت الانفصالية في محاربة العراق وعلى مختلف الاصعدة وبلا هوادة وعلى الرغم من تغير الحكومات وتبدل السلطات .

ولم تكتف الكويت الانفصالية بكل هذه الجرائم الموثقة والطويلة بحق العراق والعراقيين بل راحت تزحف وببطء نحو الاراضي العراقية وتقضمها شيئا فشيء وبمرور الزمن وتحت جنح الظلام ؛ وبمساعدة بريطانيا الخبيثة وتقديم الرشاوى لحكام وابناء الفئة الهجينة والطغمة العميلة – من عام 1921 والى 2003 – ؛ بل وشراء ذمم بعض الساسة ( الغمان والثولان ) من المحسوبين على الاغلبية العراقية الاصيلة .

وسرقت الكويت الثروات النفطية الهائلة من الابار النفطية الحدودية العراقية , واخر السرقات الكويتية الاستيلاء على خور عبد التميمي العراقي والذي يكرى من الجانب العراقي وطوال 80 عام ؛ وذلك لكونه ضمن المياه العراقية الواضحة ؛ وعليه يعتبر حقل الدرة عراقي , وهذا تحصيل حاصل , الا ان الملاحظ الان استيلاء الكويت والسعودية وايران على هذا الحقل الثري وطرد العراق او استبعاده من هذا الامر …!!

بل تجاوزت الكويت كل الحدود المعقولة وراحت تتمدد نحو منطقة ام قصر برا وبحرا .

علما ان الكويت والمنطقة الشرقية في السعودية تاريخيا هي عراقية وهذا الامر معروف و واضح ولا غبار عليه ؛ اذ كانت الكويت قضاء تابع للبصرة الكبرى ؛ ففي اواخر عام 1871 نُظَّمَ سُنْجُقاً جديداً تابعاً لولايةِ بغداد عُرِفَ بأسم سُنْجُق ألأحساءِ ، وأُتبِعَ لهُ قضائي قطر والقطيف وناحيتي الجفر والمبرز ، وعُيَّنَ الشيخ عبد الله بن صباح قائم مقام لقضاء الكويت واتبعه الى البصرة … ؛ وفي عام 1883 كان التقسيم الاداري لمتصرفية البصرة يتألف من قضاء( البصرة ،القرنة ،الكويت، الزبير.) ، غير ان هذا التقسيم جرى عليه تغيير عندما عادت البصرة ولاية إذ تبعتها ثلاثة سناجق ، ( البصرة ،المنتفق، العمارة ) ، وكان سنجق البصرة يضم قضاء ( البصرة ، القرنة ، الكويت ) اضافة الى النواحي والقرى… ؛ وتبعية الكويت للعراق لم تكن اعتباطية بقدر ما تمثل لنا حقيقة تاريخية وجغرافية معروفة , وللاستزادة راجع : كتاب بلديات العراق في العهد العثماني “1534-1918” دراسة تأريخية وثائقية ، للدكتور عبد العظيم عباس نصار ، ص 109و ص 229 .

وللعلم ان المواطن العراقي عبد الله التميمي والذي كان يمارس الصيد في الخور المائي والذي اطلق اسمه عليه , كان متواجدا في هذا الخور العراقي منذ القرن الخامس عشر الميلادي أي قبل مجيء ال الصباح الى الكويت بأكثر من 200 عام …!! .