18 ديسمبر، 2024 11:12 م

تاريخ اللصوص بين الامس واليوم

تاريخ اللصوص بين الامس واليوم

عندما تصبح للسرقة اصولها وثقافتها فانها تصبح السبب الرئيسي في عدم استجابة الدعاء بل نزول البلاء ، وللصوص اساليبهم منذ التاريخ القديم والى يومنا هذا في سرقة اموال الناس ، والمهم من هذا كله قيم الاخلاق ليست حكرا على الرجل الصالح فهنالك مواقف اخلاقية تصدر من كافر او خمار او فاسق وبالنتيجة هذه المواقف لا تمسح عنه الخطيئة عندما يفعلها مع سبق الاصرار وبالرغم من ذلك فلله الحكم ولا يحق لنا ان نحكم .

اللصوص لا يخترقون قانون اللصوصية ، فقد استوقف لصٌّ أحدَ أصحاب البساتين وأراد أن يسرقه ويأخذ ملابسه، فاستمهله صاحب البستان حتى يصل بيته ثم يرسل له ملابسه، فلم يوافق اللص و طال الجدل بينهما مع قسم صاحب البستان بانه لا يخلف وعده وتطور الحديث بينهما حتى مَنَحَ “اللصُّ الفقيهُ” صاحبَ البستان خلاصة تاريخية في لَبوس حكمة قال فيها: “تصفحتُ أمر اللصوص من عهد رسول الله (ص) وإلى وقتنا هذا فلم أجد لصا أخذ بـ[دَيْنٍ] نسيئةً، وأكْرَهُ أن أبتَدع في الإسلام بدعة يكون عليّ وزْرُها ووزْرُ مَن عمل بها بعدي إلى يوم القيامة، اخلع ثيابك، قال: فخلعتها ودفعتها إليه فأخذها وانصرَف”

اسوء اسلوب للسرقة عندما يكون بقانون وهذا تاريخيا ويوضح ابن الأثير (ت 630هـ) -في ‘الكامل‘- ما قام به ابن شيرزاد من تعاقد مع اللص ابن حمدي، وأنه اشترط عليه أن يقاسمه ما يجمعه من أموال بحيث “يوصله كل شهر خمسة عشر ألف دينار ( اليوم 2.5 مليون دولار أميركي تقريبا) مما يسرقه هو وأصحابه، وكان يستوفيها من ابن حمدي”

وهذا هو عليه حال الحكومات الفاسدة فانك لا تستطيع ادانة كبيرهم ولكن الوزراء والمدراء قمة في اساليب السرقة بل السرقة عبر تشريع من البرلمان هذا ما لا يمكن معاقبته او استرداد المال .

ولص اخر يتبحر بالفقه ويمنح السلطة لنفسه على ان يسرق اموال الناس بحجة انهم لم يدفعوا الحقوق الشرعية كما حدث للحارثي التاجر أنه أنشد اللص أبياتا يمدحه بها، فرد عليه اللص قائلا: “لست أعلم إن كان هذا من شعرك”! ثم قرر اللص أن يمتحن التاجر الشاعر فألقى إليه ببعض القوافي وطلب منه أن ينشئ له شعرا على نسقها، ففعل التاجر وصدّقه اللص ثم سأله: “أي شيء أخِذ منك لأرده عليك؟” فذكر له ما أخِذ منه فرده إليه مع متاع لبعض رفاقه في القافلة.

فسال الحارثي اللص الأديب عن الظروف التي ألجأته إلى تلك المهنة؛ فأجابه اللص : عدم إخراج التجار لزكاة أموالهم، و”هؤلاء التجار خانوا أماناتهم ومنعوا زكاة أموالهم، فصارت أموالهم مستهلَكة بها، واللصوص فقراء إليها، فإذا أخذوا أموالهم -وإن كرهوا أخذها- كان ذلك مباحا لهم، لأن عين المال مستهلكة بالزكاة”.

فسال الحارثي اللص ابن سيار كيف تثبت انهم مانعو الزكاة؟ رد عليه اللص: “أنا أحضرهم واثبت ذلك. ثم قال لأصحابه: هاتوا التجار، فجاؤوا. فقال لأحدهم: منذ كم أنت تتّجر في هذا المال ؟ قال: منذ كذا وكذا سنة. قال: فكيف كنت تُخرج زكاتَه؟ فتلجلج، وتكلم بكلامِ مَن لا يعرف الزكاة على حقيقتها فضلا عن أن يخرجها.

ثم دعا آخر، فقال له: إذا كان معك ثلاثمئة درهم (فضة) وعشرة دنانير (ذهب)، وحالت عليك السنة؛ فكم تُخرج منها للزكاة؟ فلم يجب. ثم قال لآخر: إذا كان معك متاع للتجارة، ولك دَيْن على نفسيْن أحدهما مليء والآخر معسر، ومعك دراهم، وقد حال الحول على الجميع؛ كيف تخرج زكاة ذلك؟ فلم يجب ، فقال الحارثي لقد صدق حدسك .

مثل هذا اللص اليوم لبس لباس الدين لتاتيه اموال الزكاة والخمس لعنده دون الحاجة للسطو .

وفي بلدنا مثلا تم القاء القبض على سارق وحكم القاضي باخلاء سبيله بكفالة 350 دينار ( تساوي 25 سنت ) فمن السارق المتهم ام القاضي ؟

وسارق اخر يسمى عثمان الخياط ليس لانه خياط بل لأنه قام بنَقْبِ أحد البيوت وسرقتها، ثم بعد ذلك سدّ النَّقْب بمهارة فائقة فصار وكأنه قد خاطه!

ومثل هذا عندما تصدر عمليات ابتزاز لاموال الشعب باسلوب لايمكن للشعب ان يدينهم كما هو حالنا اليوم ، وقد قراتم وقرانا اخبارا كثيرة تقول فقدان مثلا 2 مليار دولار ولم تعود للخزينة ، وهنالك سرقات عجزت النزاهة من اثباتها بين دقة وثائقها والتهديد بالقتل والمشاريع الوهمية

وكبير اللصوص يتصف بالمرؤة وقد قطعوا الطريق لسرقة السابلة فجاءهم شاب وقور بادرهم بالسلام عليكم فردوا عليه السلام وامر كبيرهم بعدم سرقته لانه بدانا بالسلام بلزاد على ذلك امر اللصوص بمرافقته حتى يصل بيته حتى لا يعترضه مجموعات لصوصية اخرى ولما وصل سالما منحهم اموال كمكافاة لهم ولما اخبروا كبيرهم فغضب عليهم ورفض ان ياخذوا ثمن مرؤتهم وامرهم باعادة الاموال .

اليوم نحن نعيش اساليب حضارية علمانية في سرقة الشعوب من خلال معاهدات وقروض البنك الدولي وغيرها من الاساليب.