حين دخلت القوات البريطانية بغداد في 11 آذار عام 1917، جلبت معها بعض المكائن اليدوية التي كان يسحبها جنود الاحتلال .. وفي عام 1918 استعملت المكائن المنصوبة على عربات تجرها خيول وفي حالات الحرائق كانوا يسحبون المياه من الابار الموجودة في البيوت، فقد كانت اسالة الماء مقتصرة على بعض الدور في نطاق محدود .. وهناك صنابير ماء وضعت على احواض في منطقة السوق , يملآ الناس اوانيهم( مصخنه ) للشرب اما بقية الاستعمالات , كغسيل الملابس والاواني والسباحة , كان الناس يستخدمون مياه الانهار ..واذا كانت اجهزة الاطفاء في بغداد والمحافظات يستخدمون سحب الماء من ابار البيوت , فان الفاو كانوا يستخدمون مكائن لسحب الماء من الانهار والسواقي الكبيرة لإطفاء الحرائق.
مراكز الاطفاء المدنية كان دخولها العراق في عام 1919 شهدت العاصمة دخول سيارة اطفاء موديل 1912 اضافة الى زورق بخاري، وفي عام 1922 اهدت القوات البريطانية الى الحكومة العراقية سيارة اخرى. وفي عام 1954 اصبح لدى اطفائية بغداد ست سيارات كبيرة مع سيارات صغيرة تستخدم في الازقة الضيقة. اسباب الحرائق ان اسباب الحرائق متعددة اولها عبث الاطفال بالمواد الحارقة وثانيهما تشابك الاسلاك الكهربائية في المحلات القديمة من بغداد مما يؤدي الى احتكاكها واشتعال المواد القريبة منها والسبب الثالث سوء استعمال طباخات النفط التي دخلت البلاد , بعد ان كان الطبخ وتسخين الماء يتم بالحطب ,
في عام 1958 شب حريق هائل في مستودعات الكيلاني المملوءة بالبنزين والنفط واستعانت الحكومة يومذاك ببعض الخبراء من الدول المجاورة لإطفائه والذي استمر لعدة ايام. وحين توسعت بغداد وبصورة افقية وظهرت احياء جديدة وجدت (وزارة الداخلية) انه لابد من اعادة النظر في هذه المؤسسة الحيوية فتأسست (مديرية الدفاع المدني العامة) لتشمل اعمالها مجالات اخرى كالإنقاذ من جراء سقوط الدور القديمة والمحافظة على حياة السكان في حالات الغارات المعادية اثناء الحروب فتكون لدى هذه المديرية اسطول من السيارات مزود باحدث اجهزة الانقاذ المتطورة وسلالم واجهزة اطفاء حديثة تستعمل أول مرة في العراق بعد 1958..
اما في الفاو بعد استكمال بناء المنشئات التابعة لمشروع حفر سد الفاو, قامت ادارة الميناء بافتتاح قسم جديد لأول مرة في الفاو هو( مركز الاطفاء ) وتم تزويدهم بسيارات اطفاء بريطانية مصنوعة في العقد الثالث من القرن العشرين ” حديثة جدا ذلك الوقت” وتم تدريب بعض العاملين عليها , غير ان مسؤولية هذا المركز يتطلب وجود شخص له ممارسة وحرفية , فتم نقل المرحوم علي السعد من المعقل الى الفاو , وهو اول مسؤول اطفاء في مدينة الفاو . انتقل الى الفاو سنة 1945م . بعد خدمة في ميناء المعقل وصل الى رتبة (رع ) وكانت رتب كوادر الاطفاء بنفس رتبة الجيش ,فاصبح مسؤولا عن مركز إطفاء ميناء الفاو . كان وجود المركز في بداية التأسيس في مكان عباس بيكر , وتوسعت مسؤولية مركز الاطفاء خارج مؤسسات الميناء فأصبحت مهمته اطفاء الحرائق في جميع مناطق الفاو, وعند نشوب حريق كان يشارك كثير من الناس في الحريق .. كان المرحوم علي محمد السعد مسؤولا طيلة فترة التاسيس , فهو من مواليد ١٩٠٧ وتوفي في سنة ١٩٧١ .